“مايا” و الراقصون في البحر..وقفة مع الذات

الأولى كتب في 18 أغسطس، 2020 - 20:57 تابعوا عبر على Aabbir
القرض الفلاحي
عبّر ـ ولد بن موح

كمـــــــــــال قـــــــــروع 

 

أثارت مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، و التي تظهر فيها المدعوة “مايا” وهي تقدم وصلة راقصة على متن أحد اليخوت مع مجموعة من الناس، قال عدد من المتبعين أن الأمر يتعلق بمصطفى التراب، المدير التنفيذي للمكتب الشريف للفوسفاط عدد من معارفه، و هو الأمر الذي لا يمكن اعتباره صحيحا البتة، لمعرفتي بالشخص من جانب ولان الامر يتعلق برجل اعمال معروف هو بدوره في مجال السياحة من جانب اخر، ـ قلت ـ أثارت عدد من ردود الفعل المختلفة و المتناقضة، خرج بعضها عن سياق المعقول، ليبدأ في توزيع الاتهامات على المسؤولين و رجال الأعمال بنهب ثروات البلاد و العباد، و إنفاق أموال الشعب على سهراتهم الماجنة.

 

الغريب في هذه القضية التي يمكن اعتبارها سلوك عادي لو لا أن الظروف تكتسي بعض الخصوصية، بالنظر إلى الإجراءات الاحترازية التي أقرتها مصالح وزارتي الصحة و الداخلية، بعد تفشي وباء كورونا المستجد، و التي تمنع مثل هذه الأنشطة، هو ذلك التواطؤ الجماعي على الذي أصبح سمة من سمات المجتمع المغربي على تصيد مثل هذه اللقطات لنصب محاكمة افتراضية لرموز و شخصيات عمومية، حتى و لو كان الأمر مجرد اشتباه.

 

هذه السمة التي أصبحت تتسع رقعتها يوم بعد اليوم، تنظر إلى أعلى حيث الأغنياء، بنظرات ذات حمولة دلالية تختزل الشخص الغني باعتباره لص ناهب لأموال الشعب حتى و لو كان هذا الغني غريب عنا، بل و حتى لو كان الجميع يعرف مصدر ثروته و بياض يديه و فضله على الناس، فالغنى أصبح مقترن عند بعض الشرائح داخل المجتمع بجرائم الأموال.

 

وهذا يعطينا نظرة عن حالة الحقد و الحسد التي أصبحت تكتنف صدور هذه الفئات الاجتماعية التي تعاني في الغالب ضيق في العيش و ضنك في الحياة، إلى درجة تتطلب وقفة عاجلة لمعالجة هذه المعضلة حتى لا تتطور إلى ما لا يحمد عقباه.

 

فاتهام جميع المسؤولين بنهب العام، و قذف رجال الأعمال و الأغنياء في ذمتهم المالية، بهذه الطريقة الفجة و غير المنضبطة لأي أعراف أو قانونين أو أخلاق، أمر لا يجب السكوت عنه كما أنه يجب وضع هؤلاء المسؤولين و هؤلاء الأغنياء على سلم المحاسبة إذا ما تبت منهم أي تجاوز للمحددات القانونية الجاري بيه العمل، من إثراء غير مشروع أو تهرب ضريبي وغير ذلك.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع