ماذا يحمل كوهلر في حقيبته إلى مائدة جنيف المستديرة حول الصحراء؟

الأولى كتب في 4 ديسمبر، 2018 - 18:55 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

عبّر ـ دوزيم

 

في خضم الضغوط الأمريكية المتواصلة، يترأس المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر بجنيف، أشغال مائدة مستديرة حول قضية الصحراء يحضرها وفود ممثلة للدول الأطراف في الملف المفتعل.

اللقاء أسال الكثير من المداد قبل بدايته، إذ تساءلت عديد من التقارير الصحافية عن فرص نجاح هذه المائدة المستديرة، في ظل تشبث الدول الأطرف بشروطها المسبقة. فالمغرب يضع الحكم الذاتي كسقف لا يمكن تجاوزه لحل النزاع، فيما ترفض الجزائر الإعتراف بدورها الرئيسي في الملف، بينما ترفض جبهة البوليساريو، التي لا يمكنها اتخاذ أي قرار في الملف دون موافقة الجزائر، أي حل سوى ما تسميه بـ “تقرير المصير.”

ماذا يوجد في محفظة كوهلر؟

وفي ظل الضغط الكبير الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية على كوهلر من أجل الدفع بالملف إلى الأمام بغية تحقيق نتائج ملموسة، ذكرت بعض التقارير أنه من المرتقب أن يقدم كوهلر مقترحا خاصا قد يكون هو أرضية النقاش ونقطة الإنطلاق في هذه المائدة المستديرة.

عادل بنحمزة، النائب البرلماني السابق والباحث في العلوم السياسية اعتبر أنه ليست هناك أي مؤشرات تدل على أن كوهلر يملك ما قد يقدمه كعرض لأطراف الملف. “كل ما يمكنه القيام به هو تدوير مقترحات سابقة، خاصة تلك التي جاء بها المبعوث الأممي الأمريكي السابق للصحراء، جيمس بيكر، والتي تمثل وجهة النظر الأمريكية للملف.”

“منذ عهد كيسنجر، أصبحت أمريكا تتبنى عقيدة المفاوضات المباشرة من أجل تسوية النزاعات، وهو أمر يصطدم مع الموقف المغربي، الذي يرفض أي مفاوضات مباشرة مع البوليساريو،” يضيف بنحمزة، مشيرا إلى أن هذا المعطى يطرح السؤال عن إمكانية المغرب تحمل الضغوطات الأمريكية، في ظل إدارة ترامب وفي ظل تعيين جون بولتن المتعاطف مع أطروحات جبهة البوليساريو مستشارا للأمن القومي الأمريكي.”

بنحمزة أوضح أن هناك تعقيدات كثيرة تلوح في الأفق، وأن المبادرة القادمة قد تتبنى مقاربة الولايات اللمتحدة الأمركيبة، وهو ما يحتم على المغرب أن يشتغل على تعزيز العلاقات مع صانعي القرار في واشنطن.”

لا أمل قبل سقوط عقيدة العداء

وبغض النظر عن أهمية المقترح الذي قد يأتي به هورست كوهلر، فإنه لا يمكن حدوث أي جديد على مستوى ملف الصحراء مادامت الجزائر تتبنى عقيدة العداء للمغرب، يقول عادل بنحمزة.

لكن هل من الممكن ان تسقط هذه العقيدة؟ يجيب بنحمزة على هذا السؤال قائلا: “كانت هناك فرصة كي تسقط هذه العقيدة مع عبد العزيز بوتفليقة ، باعتباره أحد مبلوري هذه العقيدة ويعلم يقينا طبيعة هذا العداء المفتعل. لكن الجيل الحالي من القادة السياسيين والعسكريين بالجزائر ينظرون إلى الصحراء كواجب وطني، ويؤمنون بأطروحة العداء بشكل مسلم به.”

وبما أن عبد العزيز بوتفليقة لم يعد رئيسا فعليا وأضحى مجرد صورة في الواجهة للرئاسة التي يتحكم فيها العسكر، يضيف بنحمزة: “فإن سقوط عقيدة العداء للمغرب رهينة بتغير في بنية النظام السياسي العسكري الجزائري.”

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع