ماذا لو أن مغربيا قتل قطيع أغنام لفرنسي بفرنسا أو أجهز عليه بالمغرب؟

الأولى كتب في 3 مايو، 2020 - 22:21 تابعوا عبر على Aabbir
فرنسي يدهس قطيع اغنام
عبّر

زربي مراد ـ عبّر

 

 

في مشهد من مشاهد السيبة، أقدم مواطن فرنسي يقيم في المغرب معززا مكرما، على فعل إجرامي شنيع، وهو يقتل بشكل همجي قطيعا من الأغنام دهسا مع سبق الإصرار والترصد، وزاد على ذلك بتهديده لطفل صغير كان يرعاه بنفس المصير، ضاربا مثالا صارخا في العنصرية والحكرة للمغاربة الذين يعيش هذا الفرنسي بين ظهرانيهم.

 

ويبدو أن هذا الفرنسي العنصري الذي نسي أو تناسى أن عهد الحقبة الاستعمارية لفرنسا للمغرب قد ولى إلى غير رجعة، وهو يتجرأ على استفزاز مشاعر المغاربة على أرضهم وفي بلدهم.

 

ومما لاشك فيه، لو أن مهاجرا مغربيا يستقر بفرنسا أتى ما أتاه، بدهس غنم مواطن فرنسي والإجهاز عليها مهما كانت الأسباب، لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ولأجمعت وسائل الإعلام على وصف هذا المغربي قاتل الأغنام بالإرهابي والعنوان لن يخرج عن “إرهابي مغربي مسلم يرتكب مجزرة”، وسيقف عند مجزرة لإثارة الانتباه.

 

ويا ويل هذا المغربي مع جمعيات الرفق بالحيوان، والتي لن تتردد في جره للقضاء وجرجرته في المحاكم، وإذا كان ذو حظ عظيم، فأقل ما يعاقب به أن يعيدوه لبلده.

 

 

ولنتصور أن مغربيا هو من قام بقتل قطيع الأغنام هنا بالمغرب، لانبرت الجمعيات الحقوقية وجمعيات الرفق بالحيوان، ومعها “شلة المحامين المعلومة”، المتشبعة بالفكر العلماني المتفاخرة باتباعه، للدفاع عن الحيوانات المقتولة، واصفة الفعل بالهمجي وكل الكلمات الرنانة، ولن يكون ذلك إلا بتوقيع أقصى العقوبات على الفاعل، فقط لأنه مغربي والآخر فرنسي.

 

ولعل التساؤل الذي يفرض نفسه بقوة، هو أين هؤلاء الفرنسيون ومعهم الحقوقيون المغاربة السابحون في فلكهم، المدعين الدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان والرفق به وما موقفهم جميعا من مطاردة أغنام وقتلها بطريقة وحشية، وأين يتجلى الرفق بالحيوان فيما فعل هذا الفرنسي؟!

 

وكم غريب أن لا يتذكر هؤلاء جميعا الرفق بالحيوان، إلا في عيد الأضحى عند المسلمين، حيث يعود الاحتفال بعيد الأضحى كل سنة وتعود معه النداءات المتكررة لجمعيات ونشطاء حقوق الحيوانات المطالبة بوقف ذبح الأضاحي في هذه المناسبة، معتبرين الطريقة التي يتم بها نحر الذبائح تتعارض مع المبادئ الإنسانية وتلحق أذى بالحيوانات وتجعلهم عرضة للتعذيب.

 

والأغرب أن يقولوا ذلك مع العلم أن الإسلام وضع شروطا لكيفية الذبح لم يضعها قانون سماوي ولا وضعي قبله ومنها على وجه الخصوص، أن يحد الذابح شفرته قبل الذبح ويكره الذبح بآلة كالّة لما في ذلك من تعذيب للحيوان، كما يكره أن تحد السكين أمام الذبيحة، ويكره أن تذبح الذبيحة أمام أخرى، كما يندب تقديم الماء للحيوان قبل ذبحه، ويندب إمرار السكين على الذبيحة برفق ذهابا وإيابا، ولكن أن يقتل هذا الفرنسي قطيعا من الأغنام دهسا بسيارته بعد مطاردته له، فهذا لا حرج فيه ولا تعذيب للحيوان فيما أصابه ولا يخرج عن القضاء والقدر!!!

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع