في مشهد غير معتاد، تحول طلاق إحدى المؤثرات المغربيات إلى احتفال صاخب فوق يخت قبالة سواحل طنجة، حيث اختارت بطلة الحدث أن تعلن نهاية زواجها لا بالدموع، بل بالزعاريد والأهازيج.
ولم تتوقف جرأة الإحتفال عند الشكل فقط، بل رافقتها شعارات مقتبسة من مدرجات كرة القدم للمنتخب المغربي مثل: “سير سير” و”مازال الأمل مازال” في محاولة وصفها البعض بالاستفزازية، لإضفاء طابع مرح ومتحرر على حدث غالبًا ما يكون مؤلما في الوجدان المجتمعي ويعود سلبا على الأسر وتربية الأبناء.
الإحتفال، الذي تم توثيقه وتوسطته حلوى مكتوب عليها شعارات مرحبة بأبغض الحلال إلى الله، وذلك عبر مقاطع فيديو نشرت على منصات التواصل، فجّر موجة ردود فعل غاضبة، حيث رأى فيه كثيرون نوعا من التمرد غير المقبول على القيم المغربية، واستهانة بالمؤسسة الزوجية، وتحويل قضية شخصية حساسة إلى عرض استعراضي هدفه جذب الانتباه و”اللايكات”.
في مقابل ذلك ، دافع عدد قليل من المعلقين عن حق المرأة في الاحتفال بخلاصها من علاقة فاشلة واعتبروا ما وقع شكلا من التعبير الرمزي عن استعادة الذات بعد فترة من الألم أو عدم التفاهم، خاصة أن الطلاق في بعض الحالات قد يكون طوق نجاة، لا نكسة.
ما بين من رأى في الحفل مشهدا من مشاهد التفسخ الاجتماعي، ومن اعتبره رسالة تحرر شخصية في زمن التأثيرات الرقمية، يبقى السؤال مطروحا حول الخروج عن المألوف في نسيج الغلاقات الإجتماعية وتأثرها بالعالم الإفتراضي.
وبين طلاق بالأهازيج و”انطلاق” بشعارات الملاعب، يبدو أن بعض النهايات في زمن المؤثرين وصناع المحتوى لم تعد تتطلب دموع وأحزان لفراق شريك حياة بل يحتاج الأمر “ستوريات” و”حفلات بحرية،”لبداية فصل جديد من الإرتباط قد يكون أقصر من سابقه.