مآثر الناظور المنسية…”برج الحمام” بزايو معلمة تاريخية تقاوم الزمن واﻹهمال

الأولى كتب في 2 يناير، 2020 - 15:50 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

فؤاد جوهر – عبّــر

 

يزخر إقليم الناظور بمواقع أثرية تاريخية تعود الى مراحل وحقبات مختلفة من الأزمنة تؤثث لذاكرة الريف، وكشاهد على عصر غابر، تقف معلمة “برج الحمام” بزايو شامخا لعقود من الزمن، عاصرت أجيالا ولا زالت قائمة إلى يومنا هذا، صامدة كالجبل تقاوم الطبيعة والزمن وجحود واهمال المسؤولين.

 

 

ومثل “برج الحمام” الذي شيد مع مطلع الحرب العالمية الأولى من قبل المستعمر اﻹسباني فوق هضبة عالية، ملجأ آمن لكل الطيور الراغبة في اﻹستقرار والمكوث بهذا البناء الشامخ، والتي تقول الروايات التاريخية أنه كانت له أهداف أخرى، غير رمزية السلام التي كان يحملها، حيث الأبعاد الكولونيالية الخفية خصوصا وأنه جاء من مقربة من الثكنة العسكرية التي شيدها اﻹسبان من الخلف.

 

وتحولت العديد من المآثر التاريخية بإقليم الناظور التي تؤرخ لذاكرة الريف، خصوصا وأن المنطقة كانت حدودية مع المستعمر الفرنسي عند القنطرة الشهيرة وادي ملوية أو “باراج ملوية” المتغنى به في التراث المحلي، إلى أماكن ووجهات مفضلة عند العديدين لأماكن القاذورات والتسكع، وأطلال منسية ﻹحتضان المواعيد الغرامية، و سرقة النزوات العابرة عند البعض اﻵخر.

 

ويعيش “برج الحمام” العالي ببلدة زايو حاليا، والذي توافد عليه الالاف من الطيور خاصة الحمام عبر عقود من الزمن مضت، اهمالا ولا مبالاة لﻹرث التاريخي التي تحمله هذه المعلمة جراء الحالة المهترئة، حيث شتان بين قيمة برج الحمام في الأمس وبين واقع اليوم، بتحولها الى أطلال خفتت جاذبيتها في ظل تكالب الزمن والتخريب، وزادت من جراحها عوامل التعرية والصمت المريب للمسؤولين.

 

و ينتاب المارة من أمام هذه المعلمة التاريخية احساس الرهبة الممزوجة بالأسى، جراء الحالة البئيسة لبرج الحمام والتي تبين بجلاء، الحيف والأذى الذي لحقه بسبب اﻹهمال الفاضح، وانعدام الغيرة على الموروث التاريخي والقيم الثقافية واﻹجتماعية، حيث تتهاوى الحيطان وتتناثر الأحجار عليها من كل الجهات في صورة تعكس اﻹفتقار لثقافة الحفاظ على التراث التاريخي والذي يعني فقدانه فقدان الذاكرة.

 

وعكس المشيدين ل”برج الحمام” بزايو، ومن الضفة الأخرى لحوض المتوسط، يحافظ اﻹسبان على موروثهم التاريخي، ويجعلون منها أماكن سياحية تستقطب الملايين من السياح على غرار التراث العربي اﻷندلسي الذي يؤثث لحقبة تاريخية مهمة بالأندلس، حيث يتوافد عليها الاﻵف من الزائرين بشكل يومي، ويدر مداخيل محترمة لقطاع السياحة اﻹسباني، بينما اﻹهمال طال المآثر التاريخية بالناظور جراء سياسة اﻵذان الصماء في ظل انعدام المبادرات الترميمية لهذه الكنوز، والتي لا محالة، ستحرم الأجيال القادمة من حقها في معرفة التاريخ المتنوع بمنطقة الريف.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع