لوموند تسلط الضوء على اجتماعات “مدمني الكحول المجهولين” بالمغرب

تقارير كتب في 10 سبتمبر، 2018 - 14:20 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

عبّر ـ وكالات

رصدت جريدة لوموند الفرنسية رحلة مغاربة مع طلب العلاج من إدمان الكحول الذي أثر سلبا على كافة مجريات حياتهم سواء الاجتماعية والنفسية والسلوكية.

وتنقل الجريدة حالة نادية (اسم مستعار)، وهي امرأة في الخمسينيات من عمرها، تتميز ببنية قوية، وترتدي اللباس المغربي التقليدي، وهو عبارة عن جلابة حمراء وقطعة قماش تغطي جزء من شعرها الرمادي.

بداية قصتها مع الكحول كما ترويها نادية للجريدة وهي جالسة في اجتماع لتأهيل مدمني الكحول التابع لمنظمة “مدمنو الكحول المجهولين”، وهي منظمة عالمية تأسست في الولايات المتحدة عام 1935، وتضم أكثر من مئة ألف مجموعة، في أكثر من 100 دولة، بدأت منذ ثلاثين سنة.

“خلال هذه السنوات كانت طقوسي اليومية متشابهة، فقد كنت لا أستيقظ إلا بعد الظهر، وأتوجه مباشرة لمحل بيع الخمور من أجل اقتناء قنينة “فودكا” من النوعية الرديئة، والتي كنت أشربها دون خلط بينما أكون مختبئة في غرفتي أشاهد شاشة التلفاز وسط الظلام”، تحكي نادية، مشيرة أن إدمانها استمر كل هذه السنوات الطويلة قبل أن تبوح بالأمر لابنها الذي سارع بها إلى مركز علاج الإدمان بمستشفى الرازي بسلا، والذي افتتح أبوابه عام 2000.

لقد مرت 8 أشهر تقريبا لم تشرب فيها نادية الخمور، وهو إنجاز تفتخر به كثيرا، إذ أنها وللمرة الأولى منذ سنوات، استيقظت من أجل الاحتفال بمناسبة عيد الأضحى، “لقد قمت بطبخ ثلاثة خراف”، تضيف، قبل أن يعلو التصفيق القاعة عرفانا بجهودها في مكافحة إدمانها على الكحول.

وتشير الجريدة أن نادية تحضر كل خميس اجتماعات المدمنين المجهولين، التي تم إطلاقها قبل سنة بمستشفى الرازي بسلا، والتي تجمع الرجال والنساء الذين يلاقون مشكلات تتعلق بمعاقرة الخمر بشكل إدماني، حيث تساعدهم هذه الاجتماعات للحفاظ على اتزانهم وعدم الانزلاق مرة أخرى إلى غياهب الإدمان.

وتقول رشيدة بنباز، ممرضة بالمستشفى ومشرفة على هذه الاجتماعات، إنهم لا يطلقون على هذه الاجتماعات اسم “المدمنين المجهولين” لكون القوانين واضحة بالمغرب، حيث لا يسمح للمسلمين المغاربة باستهلاك الكحول، لكن ما دون ذلك، فإن مجموعة الدعم تعمل كباقي المجموعات حول العالم التي تتبع الخطوات الاثني عشر لمنظمة مدمني الكحول المجهولين من أجل تحقيق التعافي من الإدمان.

ويكون برنامج مجموعات الدعم هاته في بعض الأحيان روحانيا حيث يمكن للمجموعة ترديد أدعية أو ابتهالات دينية، حسب الممرضة بنباز، والتي تبدأ اجتماعات المجموعة ب “بسم الله”، لكنها تضيف أن المجموعة تبقى في نهاية المطاف غير منتسبة لأي مؤسسة دينية، وبالتالي فلا وجود لكلمة “حرام” في قاموس المجموعة، لأن الإدمان هو مرض مزمن في الدماغ.”

وحسب لوموند فإن مجموعة الدعم تبدأ اجتماعها بالترحيب بالحاضرين سواء المنتسبين أو الجدد حيث يتشاركون قصصهم مع الإدمان ومحاولاتهم للإقلاع، وهو ما يبعث في نفوسهم الأمل بالقدرة على التعافي. لكن في بعض الأحيان يحدث أن يتم التوصل بأخبار سلبية كحالة جليل، وهو منتسب للمجموعة، الذي استسلم لإدمانه وعاود معاقرة الخمر. ويعترف ناصر، الذي يترأس المجموعة، أن الخوف من العودة إلى استهلاك الكحول يسيطر على باقي المنتسبين.

ويحكي ناصر للجريدة الفرنسية كيف خسر زوجته ووظيفته ومنزله ووضعه الاجتماعي بسبب إدمانه على الكحول. “لقد أصبحت متشردا وحاولت الانتحار مرتين، لكن الله لم يقتلني، لذا فكرت أنه ربما لدي رسالة في الحياة، وهي تشجيع الآخرين ومساعدتهم على البحث عن العلاج في بلد يعتبر في الإدمان على الكحول من الطابوهات،” يضيف ناصر، اسم مستعار. وتستعد مجموعة الدعم لإطفاء شمعتها الأولى في 29 شتنبر الحالي. وحسب بنباز فإن إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود استغرق سنوات من العمل الشاق. “اعتمدنا على مقاطع اليوتيوب لتعلم طريقة عمل مجموعات الدعم وانخرطنا في مجهود مضن من أجل ترجمة القواعد الاثنا عشر المفصلة في كتاب زمالة مدمني الكحول المجهولين لكونه ليس متوفرا بنسخة باللغة العربية.”

وأضافت بنباز أن المجموعة لا تواجه مشاكل لكونها تنعقد داخل فضاء مستشفى الرازي بسلا، لكن هناك مجموعات دعم أخرى بالعديد من المدن لا تزال تكافح من أجل البقاء لصعوبة إيجاد أماكن لتنظيم الاجتماعات.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع