لقجع يستنفر المنابر “المطبّلة” دفاعًا عن الركراكي… والجماهير تُصعِّد غضبها قبل أمم إفريقيا

في محاولة لتهدئة موجة الانتقادات الموجّهة للمنتخب الوطني، جمع فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ظهر الخميس 19 يونيو 2025، ثلّة من وسائل الإعلام المحسوبة على “الخطّ الموالي” للجامعة داخل مركز محمد السادس بالمعمورة.
اللقاء خُصّص لشرح «رؤية» الجهاز التقني قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا المقرّرة مطلع العام المقبل، لكنه تحوّل إلى مناظرة مشحونة كشفَت اتساع الفجوة بين الشارع الكروي وبعض المنابر المقرَّبة من الجامعة.
الركراكي على المنصّة… وخطاب التحدّي
أحضر فوزي لقجع معه الى الندوة وليد الركراكي، رفقة مساعده رشيد بنمحمود، وحرص المدرب على توجيه كلمات حادة للصحفيين الذين اعتبرهم «امتدادًا لخطاب التشكيك».
الركراكي خاطب الحضور قائلاً:
«من المؤسف أن عقليّتكم ما زالت تحاكم النوايا لا النتائج… أنا هنا لخدمة المنتخب ولا أكترث للضجيج».
التصريح وضع المراسلين في موقف حرج، خاصة أن بعضهم اعتاد تغطية أنشطة الجامعة بصفة منتظمة. غير أن الجمهور على شبكات التواصل اعتبره دليلاً إضافيًا على “الفصل بين المنتخب والمشجعين”، في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالِبة بتغيير الطاقم التقني بسبب «سوء توظيف نجوم عالميين» و«جمود الخطط التكتيكية».
لقجع يروّج لخطاب «الوحدة قبل العاصفة»
رئيس الجامعة قدّم مداخلة مقتضبة دعا فيها المغاربة إلى «الاصطفاف خلف المنتخب» قبل الاستحقاقات القارية، ملوّحًا بأن النقد «مكانه بعد البطولة».
مصادر حضرت الاجتماع أكّدت أن لقجع أسرَّ لبعض الصحافيين بأن «أداء المنتخب سيتحسّن، وما عليكم سوى الصبر ودعم اللاعبين».
غضب جماهيري لا تهدّئه ولائم لقجع ولا تصريحات الركراكي
ورغم الندوة وما تلاها من «وليمة عشاء» نظّمها المنظمون على شرف الضيوف، لم تهدأ ردود الأفعال على المنصّات الاجتماعية. فئة واسعة من المشجعين اعتبرت الحدث «نسيجًا من العلاقات العامة» هدفه “تلميع صورة الجهازين الإداري والتقني” أكثر منه مواجهة صريحة لأوجه القصور.
يذكر أن المنتخب المغربي يضم أسماء لامعة تنشط في أقوى الدوريات الأوروبية، لكن أداءه مؤخّرًا وُصف بـ«المتواضع» قياسًا بجودة اللاعبين، ما عمّق مخاوف الجماهير من الإخفاق في كأس أمم إفريقيا المقبلة.
أسئلة مؤجلة إلى ما بعد البطولة
يبقى السؤال المطروح: هل سينجح الخطاب الداخلي في استعادة ثقة الشارع، أم ستتفاقم الهوّة إذا لم يواكب المنتخب تطلّعات المغاربة داخل الملعب؟ الإجابة معلّقة إلى حين انطلاق المنافسات القارية، حيث وحدها النتائج ستفصل في مصير الركراكي وشرعية خيارات لقجع.