لقاء الركراكي وإلياس المالكي يشعل الجدل: هل تحوّلت الجامعة إلى أداة “للبوز”؟

أثار اللقاء الذي جمع بين الناخب الوطني وليد الركراكي وصانع المحتوى المثير للجدل إلياس المالكي موجة انتقادات عارمة في الأوساط الرياضية والإعلامية المغربية، بعد ظهورهما سويًا داخل مركز تدريبات المنتخب الوطني في معسكر الأسود، ضمن خطوة اعتبرها الكثيرون عبثية وخطيرة في مضمونها وتوقيتها.
دعوة غريبة في وقت حساس
اللقاء جاء في سياق بالغ الحساسية، حيث يواصل المغرب استعداده لتنظيم كأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030، ما دفع كثيرين للتساؤل:
لماذا تستدعي الجامعة شخصية مثيرة للجدل ترتبط شهرتها بمحتوى يتضمن صراعات وألفاظًا نابية؟
منتقدو هذه الخطوة رأوا أن الجامعة الملكية باتت تُقحم المنتخب الوطني في مشاريع تسويقية سطحية، بدل التركيز على العمل الجاد والتواصل المهني مع الجماهير. فالمنتخب، بالنسبة لهؤلاء، ليس منصة لصناعة “البوز”، بل مؤسسة وطنية تمثل ملايين المغاربة.
جماهير غاضبة: “الترند لا يصنع التأثير الإيجابي”
ورغم الشهرة الرقمية الكبيرة التي يحظى بها إلياس المالكي، إلا أن ظهوره في فضاء المنتخب الوطني أثار موجة استنكار واسعة. حيث عبر عدد كبير من المتابعين عن رفضهم لما وصفوه بـ”تحويل المنتخب إلى أداة ترفيه فارغة”، بدل أن يكون منبرًا لنشر قيم المسؤولية، الانضباط، والقدوة الحسنة.
واعتبر كثيرون أن هذا اللقاء يبعث برسائل خطيرة لفئة الشباب، مفادها أن الجدل والابتذال هما الطريق الأسرع نحو الواجهة، ولو على حساب المعايير المهنية والقيم المجتمعية.

بعد لقاء الركراكي وإلياس المالكي.. الجامعة في مرمى الانتقادات
الأمر الذي زاد من حدة الجدل هو صمت الجامعة الملكية وعدم توضيحها خلفيات هذه الدعوة، ما فُهم على أنه تبنٍّ ضمني لأسلوب “الترند” كوسيلة تواصل رسمية. واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تعكس فقرًا في الرؤية الإعلامية، وتؤكد وجود خلل مؤسساتي في تحديد أولويات التواصل الرياضي.
أزمة رمزية وغياب بوصلة
يرى محللون أن هذه الواقعة ليست مجرد تفصيل إعلامي، بل تعكس أزمة أعمق تتعلق بصورة المنتخب الوطني، خصوصًا في مرحلة مفصلية تراهن فيها المملكة على تسويق صورة احترافية ومشرفة في أفق تنظيم أبرز الاستحقاقات القارية والعالمية.
“الصورة التي نصدّرها عن منتخبنا ليست ترفًا إعلاميًا، بل هي رهان وطني وجزء من هوية بلاد تتأهب لاحتضان تظاهرات كروية من العيار الثقيل”، يكتب أحد الصحفيين الرياضيين.