كميات الغاز الطبيعي في المغرب تغري شركات عالمية.. وعملاق التنقيب يتجه الى المملكة

بعد النتائج الإيجابية التي اعلن عنها بشأن الغاز الطبيعي المغربي، والمتوافر بكثرة في مجموعة من الأبيار التي عملت عليها شركات أجنبية، بدأت الشركات العالمية المختصة تتهافت على المغرب.

علاقة بالموضوع، قررت مؤخرا شركة إنرجيان اليونانية بيع أصولها في مصر، وإيطاليا، وكرواتيا لصندوق الاستثمار الأميركي “كارلايل” بقيمة 945 مليون دولار، للتركيز على السوق المغربية.

الهدف من هذه الصفقة  كما قلنا، هو التركيز على أنشطة التنقيب عن الغاز في المغرب والاستثمارات في مرافق إنتاج الغاز قبالة سواحل إسرائيل، في ظل التخطيط لتطوير حقول الغاز قبالة سواحل قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب.

ووفقًا لمنصة الطاقة المتخصصة، فإن الصفقة وصفت بأنها “مربحة”، حيث يعتبر رئيس الشركة ماثيوس ريغاس أن عوائدها تقارب ثلاثة أضعاف سعر شراء الأصول التي تم اقتناؤها في عام 2020 عبر استحواذ على أصول شركة إديسون في الدول الثلاث المذكورة.

ومن المتوقع أن يتم إتمام الصفقة وتفاصيلها بحلول نهاية عام 2024، مما قد يؤدي إلى إعادة النظر في سياسة توزيع الأرباح.

تفاصيل العرض المالي الأولي للصفقة تشمل دفع صندوق كارلايل 504 مليون دولار نقدًا لإنرجيان، بالإضافة إلى التزام بسداد سندات الشركة التي تبلغ قيمتها 450 مليون دولار.

وفيما يتعلق بالتوسعات المستقبلية لإنرجيان بعد بيع أصول الدول الثلاث، فإنها تستهدف التوسع في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مع التركيز على دعم الغاز كوقود انتقالي خلال تحول الطاقة من الفحم.

أما بالنسبة لصندوق كارلايل إنترناشيونال إنرجي بارتنرز، فإنه يخطط لإنتاج 47 ألف برميل يوميًا من حصة إنرجيان في حقل غاز إيطالي يسمى “كاسيوبيا”، وكذلك المساهمة في مشروعات الغاز المصري بحقل “أبو قير”.

تشكل هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية التوسع لصندوق كارلايل في منطقة البحر المتوسط، التي تعتبر واحدة من أسرع الأسواق الناشئة للغاز الطبيعي في العالم، وتوفر فرصًا كبيرة للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.

من جهة أخرى، تظهر تقارير إعلامية أن المملكة المغربية تقترب من تحقيق اكتفاء ذاتي في مجال الطاقة من خلال بدء الإنتاج الفعلي للغاز الطبيعي في حقل “تندرارة” بدءًا من عام 2025.

اكتشافات الغاز الطبيعي في المغرب

علاقة بالموضوع، توصّلت شركة إس دي إكس إنرجي (SDX Energy plc) البريطانية، مؤخرا إلى اكتشاف الغاز الطبيعي في المغرب بعد أقل من شهر من بدء عملياتها في حفر بئر كية إس آر-21 (KSR-21) في امتياز سبو البري.

وقالت الشركة البريطانية- في بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إنها وجدت رمالًا مشحونة بالغاز في البئر الواقعة بمنطقة سبو في حوض الغرب بعد نجاح عملية حفرها إلى عمق يبلغ 1955 مترًا.

وشددت الشركة البريطانية على أن البئر التي جرى بها اكتشاف الغاز في المغرب سيتم إخضاعها لتجربة قصيرة المدى قبل طرحها لمدة الإنتاج.

تمويل عمليات الحفر

نجحت شركة إس دي إكس إنرجي، مؤخرًا، في توقيع اتفاقية غير ملزمة لشروط الدفع المسبق للغاز مع شركة “ديكا موروكو أفريكا” (Dika Morocco Africa) -أكبر عملائها- للدفع المسبق مقابل شحنات الغاز المغربي.

ونصت الشروط الأولية للاتفاقية على سحب مليوني دولار أميركي بحلول نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري، من أجل تمويل تكاليف حفر بئر “كيه إس آر-21”.

أشارت الشركة البريطانية إلى أن منصة الحفر الموجودة بالمنطقة المستكشفة ستُنقَل في الوقت الحالي من المكان ذاته.
وأفرجت الشركة، بداية الشهر الجاري، عن صور بدء عمليات حفر البئر، من خلال استخدام تقنية المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد، عبر استهداف منطقة محددة داخل التكوين الرئيس لحوض الغرب.
وتتفاوض “إس دي إكس” حاليًا على شروط أخرى لعملية دفع مسبق بمبلغ أكبر، ومن المتوقع الاتفاق عليها وسحب الأموال بحلول أوائل عام 2024.

وتخطط الشركة لتوجيه الدفعة المسبقة الثانية نحو تمويل برنامج حفر متتالٍ متعدد الآبار لاستكشاف الغاز المغربي، بحسب ما رصدته منصة الطاقة.