كمال الكبداني ـ عبّر
بعيدا عن قضية اعتقال هاجر الريسوني، الصحفية في موقع اليوم 24، لصاحبها توفيق بوعشرين، المعتقل ايضا بتهم تتعلق بالتحرش و الاغتصاب و الاتجار في البشر، فإن أهم ملاحظة يمكن استخلاصها من موقف ابناء التيار الاسلامي و قياداته، هو دفاعهم عن فكرة الاجهاض التي طالما رفضوها و طالبو بتشديد العقوبة عليها، و لكن عندما تعلق الأمر بابنة اخ العالم المقاصدي و الفقيه الاصولي احد ابرز قيادي حركة التوحيد و الاصلاح الدراع الدعوي لحزب العدالة التنمية، فإن الموقف تغير مائة و ثمانون درجة، تماما عندما تحولت الخيانة الزوجية و التحريض على الفساد حرية شخصية عندما تم توقيف القيادي في التوحيد الاصلاح، مولاي عمر بنحماد و زميلته في الحركة و القيادة فاطمة النجار، في خلوة باحد شواطىء المحمدية.
هذه الطريقة في السلوك و التفكير، كشفت مدى انفصام الشخصية الذي يعاني منه اسلاميو المغرب عموما، و اسلاميو العدالة و التنمية على وجه الخصوص.
و هذا يظهر جليا من خلال حملة التضامن التي اطلقها الذباب الالكتروني، التابع لهذا التيار مع الفتاة المعتقلة، تماما كما اطلقت حملات التضامن مع الكوبل الحكومي و بعده الكوبل الحركي و بعده فضيحة مدلكة الوزير يتيم.
فالفساد و الخيانة و الزنا محرم طالما ان مرتكب هذه البوائق من خارج الصف، اما عندما يكون ابطال هذه المحرمات من رموز التيار و قياداته فإن الامر يتحول الى حرية شخصية و مؤامرة استخبارتية.
هذه الطريقة في التفكير تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، ان هذا التيار و غيره من تيارات الاسلام السياسي وزد على ذلك جماعة العدل والإحسان، ليسوا الا تجار دين يستدعون الاطر الدينية ليمارسو بها الارهاب الفكري ضد خصومهم، بينما يتنكرون لها و يضربونها عرض الحائط عندما يكونون موضوعا لها.
لذلك كانت النتيجة الحتمية ان تفقد هذه التيارات ذلك الاحترام الذي اكتسبته من خلال الكلام المنمق و المظاهر الخداعة التي تخفي وراءها الحقيقة الصادمة، الامر الذي جعل الكثيرين من اصحاب النيات الحسنة ينفضون من حول هذه التيارات، و هو ايضا ما نلمس تجلياته من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، التي اصبحت تعج بالمنتقدين لهذا التيار المنافق.
اترك هنا تعليقك على الموضوع