قضية الصحراء..حنكة ملك

الأولى كتب في 14 يناير، 2021 - 13:54 تابعوا عبر على Aabbir
القرض الفلاحي
عبّر ـ ولد بن موح

كمــــال قروع

 

لم يكن أكثر المتفائلين المهتمين بشؤون العلاقات الدولية والدبلوماسية، ليتكهن بالمآل الذي آلت إليه الأمور بخصوص قضية الوحدة الترابية، وهذا راجع بالأساس إلى الأسلوب الذي ينتهجه المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، وهو نهج أثار العديد من علامات الاستفهام لدى المتتبعين، بل وأدخل الشك أحيانا في نفوس بعضهم، حتى أن البعض وجه انتقادات لاذعة لطريقة تدبير ملف العلاقات الدولية والدبلوماسية المغربية.

اليوم وبعد التطورات التي عرفها ملف الوحدة الترابية، والتي توجها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، بسيادة المغرب على صحرائه، وفتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وهو الأمر الذي كان مفاجئ للجميع، بالنظر إلى المكانة التي تحتلها الولايات المتحدة الأمريكية في المنتظم الدولي.

هذه النتائج المبهرة لم تكن لتتحقق إلا بفضل سياسة الملك محمد السادس، و نظرته الثاقبة و معرفته العميقة بخبايا الأمور و دواليب الدبلوماسية الدولية، بعيدا عن البروباغندا والشعارات الجوفاء.

فالملك المعروف بزهده في الظهور الإعلامي، و حبه للعمل في الظل، تمكن من خلال نهجه العقلاني إلى تحويل المغرب إلى دولة قوية تحظى باحترام عربي و إفريقي و دولي كبير، بل أصبحت سياسة تدبيره لشؤون البلاد محط إشادة كبيرة من طرف خبراء و محللين دوليين،

ويمكن اعتبار الانجازات التي تحققت على مستوى مسلسل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، إحدى أهم تجليات هذه السياسة الناجعة و النافذة، كما أن الموقف الأمريكي الأخير من قضية الصحراء، يكشف المكانة التي أصبح يحتلها المغرب داخل المنظومة الدولية، وهو الأمر الذي فرض على الولايات المتحدة الأمريكية التقدم بتلك الخطوة المهمة بالنسبة للمغرب و بالنسبة لها أيضا، و نحن نعرف أن السياسة الأمريكية خاصة ما يتعلق بالسياسة الخارجية، مرتبط دائما بمنطق الربح و الخسارة، و الإدارة الأمريكية تؤمن اليوم أن مصالحها الإستراتيجية تقتضي ربط علاقات قوية و متينة، مع دولة قوية و مؤثرة في المنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من جهة، ومؤثرة داخل القارة الإفريقية من جهة ثانية، وهو الأمر الذي عبر عنه عدد من السياسيين الأمريكيين، كان آخرهم، دافيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و الذي أكد في حفل تدشين القنصلية الأمريكية بالداخلة أن العلاقات الأميركية المغربية قوية ومستقرة والولايات المتحدة ملتزمة بتعميق العلاقة مع المغرب حكومة وشعبا ، مشيداً بالإصلاحات التي قادها الملك محمد السادس طيلة عقدين من الزمن.

فالمغرب وهو يذود عن سيادته ووحدة أراضيه، كان أشد ما يكون تمسكا بمقتضيات القانون الدولي، في الوقت الذي كان خصومه يعيثون في الأرض فسادا و بلطجة، قبل أن ينجلي الغبار المثار، و يتبين من تحت فرس وتحته حمار.

وهذا نابع من القيم الحضارية و الثقافية التي تتحلى بها شخصية الملك سليل الدولة العلوية العريقة، و تشبعها بمبادئ احترام المواثيق الدولية و الأسس التي تقوم عليها العلاقات بين الدول، و هو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تحقيق النتائج التي نعيشها اليوم، و أيضا في الاحترام الكبير الذي يحظى به المغرب بين دول العالم.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع