قساوة “الشتاء” في بحر المتوسط لم تحد من أحلام الشباب في الهجرة وجمعيات حقوقية تدق ناقوس الخطر

الأولى كتب في 6 يناير، 2019 - 18:34 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

فؤاد جوهر ـ عبّر

 

 

برغم انخفاض درجات الحرارة الى ما دون الصفر في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط، والأمواج العاتية التي ترافق سوء الأحوال الجوية في هذا الفصل البارد، الا أن ذلك لم يكبح رغبة الشباب الحالم الى بلوغ الضفة الأخرى، وركوب القوارب المطاطية “الزودياك” ولو في ظروف قاسية ت يستعصي فيها اﻹبحار حتى على “البحارة” أنفسهم.

 

 

وكانت السلطات اﻹسبانية قد أعلنت بحر هذا الأسبوع، أنها أرسلت الى المغرب جثث لضحايا قوارب الموت تعرضت رحلتهم للتيهان والغرق وسط الأمواج العالية، بفعل اضطراب الأحوال الجوية بالقرب من شاطئ “بارباتي” التابع لمقاطعة قاديس بالجنوب اﻹسباني.

 

 

ويزيد قلق العائلات المغربية خصوصا في الريف من هذا النزيف المأساوي الحاد في ظل قساوة مياه المتوسط على أبنائها الملحين على ركوب قوارب الموت، لبلوغ هدف ممزوج برائحة الموت خصوصا مع انقطاع أخبار العديد من المهاجرين السريين المغادرين للسواحل المغربية.

 

 

ورغم الأخبار المقلقة والقادمة من الجارة الشمالية، فإن ذلك لم يحد من طموحات الشباب الطامح في تغيير وضعية بائسة ومعاناة يعيشها العديد منهم ناجمة عن غياب فرص الشغل، والحرمان من مدخول قار خصوصا بمنطقة الريف والأقاليم الشمالية لبلوغ المناطق الجنوبية اﻹسبانية.

 

 

وفي هذا الصدد، التقت جريدة “عبر كوم” مع الأستاذ مصطفى منصور رئيس جمعية حقوق اﻹنسان بزايو، وأكد بأن الهجرة تبقى من الهواجس للعديد من شباب المنطقة لتحقيق غد أفضل وهي من حقوق اﻹنسان، غير أن ذلك يجب أن يكون بشكل آمن ومنظم عبر قنوات قانونية كي لا نصل الى ما لا يحمد عقباه.

 

 

وعن استمرار نزيف الهجرة السرية الذي لا يريد أن يندمل، يقر بأن ركوب قوارب الموت عاد بقوة الى المشهد اﻹجتماعي المغربي، بالموازاة مع تردي الأوضاع اﻹقتصادية في عدد من المناطق الشمالية كإقليم الناظور الذي يعاني ويشهد أزمة اقتصادية خانقة ناجمة عن ركود تجاري غير مسبوق، بسبب اغلاق الحدود بإعتبار أن التهريب كان مجالا مدرا للربح للعديد من شباب المنطقة.

 

 

وحذر الحقوقي مصطفى منصور من تأزم الوضع أكثر، وانتظار مآسي قادمة وفواجع لأسر عديدة، أمام هذا الصمت المريب للحكومة المغربية، وعدم اتخاذها لأي مبادرات جدية ﻹمتصاص شبح البطالة المخيف خصوصا في المناطق الشمالية والشرقية التي يتأثر شبابها بإنتشار “فيديوهات” مسجلة لمهاجرين سريين تمكنوا من الوصول الى الضفة الأخرى، تزيدهم شحنات اضافية لركوب مغامرة مفتوحة على كل اﻹحتمالات.

ارشيف

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع