مستلزمات الدراسة تؤرق بال أولياء الأمور بالمغرب

منوعات كتب في 8 سبتمبر، 2019 - 21:45 تابعوا عبر على Aabbir
اكتظاظ
عبّر

فؤاد جوهر – عبّــر

 

مع حلول موعد الدخول المدرسي ستبدأ تتمة عمليات التسجيل بجميع مدارس المملكة بحر هذا الأسبوع، وسيعلن موعد جديد مع افراغ ما بقي في الجيوب الذي يبدو أنها تعرضت لﻹستنزاف طيلة هذه السنة.

 

فبعد اﻹنتهاء من نفقات الشهر الفضيل، وملابس عيد الفطر السعيد، مرورا بالعطلة الصيفية، ومصاريف عيد الأضحى المبارك، وما يتطلب ذلك من توفير مبلغ الأضحية، بات الدخول المدرسي كابوسا مزعجا لأغلب الأسر المغربية، أمام هذه المصاريف العويصة والمتتالية التي أرهقت الجيوب خصوصا اذا ما تم في الحسبان، شروط ولوج المؤسسات التعليمية سواء منها العمومية أو الخصوصية من توحيد للوازم المدرسة، وتوفير للأدوات المدرسية، والمحافظ ولوازم التسجيل والملابس الرياضية، وغيرها من المعدات الأساسية للدراسة.

 

 

 

 

هذه الوضعية جعلت الأسر المغربية خاصة العائلات ذات الدخل المحدود والمنعدم، تحاول قدر المستطاع تدبير ميزانيتها، وفقا لعائداتها المادية البسيطة، لعلها توفر امكانية توفير ما يحتاجه فلذات أكبادها لمواصلة المشوار الطويل في التحصيل المعرفي.

جمال موظف بسيط، يشتغل في جماعة محلية بضواحي اقليم الناظور، يروي لـ”عبّــر.كوم” معاناته المادية أمام تسلسل المناسبات التي شكلت ثغرا في ميزانيته، وشكلت كابوسا مزعجا له في نهاية المطاف مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، اذ أشار لنا أنه استدان سابقا قصد توفير أضحية العيد لأولاده الأربعة، وسيزيد من اﻹقتراض لضمان ولوج أولاده الى المدرسة، رغم ما يلي ذلك من توتر دائم وخصم من الراتب البسيط أصلا، وادخال العائلة في حلقة مغلقة لا تنتهي من القروض.

 

 

 

بينما يقول عبد اللطيف وهو أجير ﻹحدى الشركات بالمنطقة الشرقية بأجرة لا تتجاوز 3000 درهم، أنه ينتظر اعانة من أخته التي تقيم بديار المهجر، لعلها ترسل له مبلغ 200 اورو الذي وعدته به، قد يمكنه من اقتناء اللوازم الدراسية لأبنائه الخمسة.

وفي أحيان كثيرة، تلجأ بعض العائلات المغربية خصوصا المعوزة منها الى بيع جزء من ممتلكاتها واثاث المنزل، أو ما توفر لديها من مجوهرات تم اﻹحتفاظ بها، خصوصا لمثل هذه المناسبات التي تثقل كاهل الميزانية.

تروي لنا حليمة وهي أرملة وتعيل ثلاثة أطفال أكبرهم ياسين ذو 12 سنة، ومروة 9 سنوات، ومنال 7 سنوات، وبالدارجة المغربية “والله الى غادي نبيع “سلسلة” ديالي نتاع الذهب هي لي ساعيا باش نشري الأدوات والكتب المدرسية لولادي” وبحرقة تضيف مات أحمد و”خلاني معمري هزيت الهم بحال هكذا واخا كنتوصل بشي بركة كل شهر ولكن مكتقدنيش” في إشارة إلى الأجرة التي تتحصل عليها شهريا لرعاية الأيتام، كل هذا أقوم به حتى لا يشعر أولادي بنقص أو غبن أمام أقرانهم التلاميذ.

 

 

أسر أخرى تلجأ إلى عمليات تبادل المقررات الدراسية فيما بينها للتخفيف من حدة مصاريف ولوج المدارس، أو شراء الكتب البالية من مختلف شوارع مدن المملكة، بمناسبة انطلاق الموسم الدراسي الجديد.
فريد يصرح لـ”عبّــر.كوم” وهو تلميذ في الثالثة إعدادي بأنه يتدبر أموره بنفسه حيث يتبادل مع جاره وابن حومته الذي يسبقه بسنة واحدة، مقرر أخته بمقرره، وهكذا يوفر لأبيه على الأقل ثمن الكتب المدرسية الباهضة الثمن.

ويقول لنا جاره، بأن “البريكول” الذي قضاه في مهنة موسمية ببحر “السعيدية” مكنه من توفير مبلغ 4500 درهم، ستمكنه من تصريف أحواله حيث ذكر لـ”عبّــر.كوم” “غادي نشري كولشي بفلوسي بلا منصدع بابا ولي فيه يكفيه” حتى حذائي الرياضي سأشتريه بنقودي، وسيبقى لي نصيب أتركه لمصروف الجيب طيلة السنة.

 

 

ويبقى أمل العائلات المغربية المعوزة والفقيرة، وكذا التي يكون دخلها محدودا في المبادرات اﻹنسانية، وعطف المحسنين في مثل هذه المناسبات، خصوصا أمام اﻹغراءات التي توضع أمام التلاميذ من محافظ عصرية مقرونة برسومات جذابة، والتي يكون ثمنها في الغالب مرتفعا الى الأدوات المدرسية المتنوعة أشكالها، والتي تسيل لعاب الأطفال الصغار، وتجبر آباء وأولياء الأمور الى التعارك مع جيوبهم المهلوكة بتوالي المناسبات لشرائها مهما كان الثمن غاليا، كل ذلك من أجل تمكين الأبناء بولوج المدارس بدون مركب نقص أمام أقرانهم.

شاهد ايضا:

سائق شاحنة ينجو بأعجوبة من فيضان قوي

كلمات جد مؤثرة من الملك محمد السادس في حق الراحلة أمينة رشيد

الشيخة الطراكس هانية وخى نموت فالكباريه..

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع