قاصرات في أحضان الممنوع

مجتمع كتب في 26 أكتوبر، 2018 - 17:30 تابعوا عبر على Aabbir
قاصرات
عبّر

رغم أن القوانين تحمي القاصرات، وتمنع تسهيل المخدرات لهن أو استقبالهن في أماكن تقدم فيها الخمور كالملاهي الليلية والحانات، أو استغلالهن في الدعارة .

ورغم أن خرق تلك القوانين قد يسبب بالإضافة إلى سحب الرخص للتجار عقوبات حبسية، إلا أن بعض الباحثين عن الربح السريع، يفضلون صم آذانهم، والانغماس في استغلال القاصرين والقاصرات.

ملاه ليلية تورطت في استقبال زبناء ممنوع ارتيادهم لها، وأخرى سحبت منها تراخيص بيع الخمور، فحولت أنشطتها إلى الفترة الزوالية لاستقطاب التلاميذ وتنظيم حفلات وتأثيثها بما يشبه السهرات الليلية، ومقاه فتحت أبوابها قرب ثانويات، ناهيك عن وسطاء ووسيطات، يتاجرون في الأجساد ويقدمون للزبناء قاصرات داخل شقق مفروشة بطنجة وأكادير وغيرهما.

نوازل كثيرة عرضت على المحاكم، أظهرت استغلال القاصرات في الجنس وفي مختلف خدمات الإغراء، لكن ذلك لم يحد من مواصلة الاستغلال.

بعض القاصرات سقطن في المحظور طوعا، بعد أن عثرن عمن سهل لهن الطريق، وأخريات تحت الإكراه والظروف الاجتماعية، فالبحث عن المال، غاية تبرر الوسيلة، والضحية في الأول والأخير، قاصرون وقاصرات، لم تمنع حماية القانون لهم من وقوعهم في المحظور.

في الملف التالي نستعرض وجوها لأنشطة مشبوهة، تقام لعينة من الزبائن على مرأى ومسمع من السلطات.

حيل للاستدراج

أسعار تفضيلية وعروض مغرية وحراسة مشددة لمنع التصوير

بينما كان طاقم “الصباح”، يتنقل بين مقاهي الشيشة وبعض النوادي الليلية لسبر أغوار احتضان القاصرات، شاءت الصدف الالتقاء بزبون قديم لتلك الفضاءات المليئة بالأسرار، وهو ما اعتبر خيطا رفيعا لكشف تفاصيل تصعب رؤيتها بالعين المجردة.

بعد أحاديث طويلة عن مواضيع متعددة حتى لا نكشف الخلفيات الحقيقية لوجودنا، انتقلنا بطريقة ذكية إلى موضوع القاصرات باستعمال جملة “وامافهمتش كيفاش كتروا هاذا القاصرات وولاو كيزاحموا الدراري على الشيشة؟” وهو التساؤل الذي استدرج الزبون ودون أن يدري بدأ في الكشف عن حكاية “القاصرات والشيشة”.

يقول الشاب الثلاثيني الذي يدمن على استهلاك الشيشة، إنه من خلال هوايته على التنقل بين عدد كبير من المقاهي والنوادي الليلية، اكتشف كيفية إدمان القاصرات على تلك الفضاءات إلى أن أصبحن وسيلة لاستقطاب الزبناء مراهقين وشيبا وشبابا، فبداية القصة جاءت نتيجة تلبية الفتاة لدعوة عشيقها من أجل قضاء وقت بمقهى الشيشة، وبعد قضاء وقت ممتع بين الحبيبين، تعود القاصر وهي مزهوة بما عاشته داخل ذلك الفضاء المظلم من أجواء رومانسية وتدخين للشيشة واحتساء مشروبات طاقية.

وبمجرد أن تجتمع بصديقاتها المقربات تحكي لهن بشغف وبالتفصيل عن مغامراتها وهو ما يثير غيرتهن وفضولهن لخوض التجربة، خاصة أن ثمن الخدمة لا يكلف سوى 30 درهما إن كانت الفتاة ترغب في تدخين النرجيلة دون انتظار دعوة من فلان وعلان.

وساهم التنافس بين القاصرات في استغلالهن لاستقطاب الزبناء عبر تقديم عروض مغرية لهن، وهو ما يخدم بالدرجة الأولى المقاهي و الملاهي الليلية، في ظل تهافت الزبناء على التقرب من القاصرات والخروج بصيد ثمين.

وتسمح بعض المقاهي بترويج المخدرات في صفوف القاصرات، إذ يتم دسها في النرجيلة عن طريق خلطها مع المعسل، وهو ما يؤدي إلى إدمان القاصرات على الشيشة، ما يجعلهن يترددن بشكل يومي على المقاهي والنوادي الليلية.

ومن الحيل الأخرى التي وقف عليها طاقم “الصباح” وأصبحت ظاهرة مسلما بها، تنافس القائمين على تلك المقاهي والنوادي الليلية على تنظيم حفلات صاخبة تعرف إقبالا كبيرا من قبل المراهقين، الذين يصطحبون عشيقاتهن للاحتفال سويا والاستمتاع بلحظات حميمية بعيدا عن أعين الفضوليين.ونتيجة للحملات الأمنية اليومية المنظمة ضد مقاهي الشيشة ومتابعة مسيريها الذين يخرقون القانون ويسمحون بدخول القاصرات وجعلهن لقمة سائغة في فم المنحرفين وتجار المخدرات، اضطرت مجموعة كبيرة من القاصرات إلى الانتقال إلى منطقة عين الذئاب التي شكلت لهن الخلاص من الوقوع في أيدي الشرطة وتفادي المتابعات القضائية.

واضطرت القاصرات إلى دخول الكباريهات والملاهي الليلية الحاصلة على الرخص لتقديم الشيشة، رغم ثمنها المرتفع مقارنة مع ما ألفناه في الأحياء الشعبية، حتى لا يتعرضن للمساءلة والمنع وتفادي اعتقالهن ضمن الموقوفين في الحملات الأمنية، فمقاهي الشيشة والملاهي الليلية بعين الذئاب تشكل فضاء آمنا لمن يبحث عن “الزهو والنشاط”، باعتبارها تبيع بشكل قانوني الخمور، إضافة إلى أوقات السمر المرفوق بالأغاني التي تؤديها فرق موسيقية تحت إشراف أشهر الفنانين المغاربة والمشارقة.

ومن خلال جولة لطاقم “الصباح” بعدد من مقاهي الشيشة والملاهي الليلية بعين الذئاب، لوحظ سماح أرباب تلك الفضاءات ومسيريها، لمجموعة من القاصرات بالدخول بتشجيعهن عن طريق تقديم أثمنة تفضيلية وأيضا منحهن عروضا مغرية تتمثل في تركهن يحجزن مقاعد دون إجبارهن على أخذ الشيشة، كما هو معمول بالنسبة للزبون العادي، بل هناك يتم من إغراؤها بالبقاء عن طريق منحها مشروبات طاقية أو غازية مجانا والاستمتاع بالفرجة والسهر لأن الهدف الحقيقي استقطاب الباحثين عن اللذة الجنسية خاصة المهووسين بالقاصرات اللواتي يمنحن أنفسهن لمن يدفع أكثر أو مقابل سهرة يؤديها الزبون على نفقته.

وليس هذا فحسب فلكي يضمن أرباب مقاهي الشيشة والملاهي الليلية الحفاظ على القاصرات زبونات من فئة “في أي بي”، تتم الاستعانة بحراس مفتولي العضلات لتتبع كل صغيرة وكبيرة وإبقاء الوضع تحت السيطرة، عن طريق منع تصوير شخص ما لفتاة أو مجموعة غريبة عنه، وهو ما يمنح هامشا كبيرا من الحرية لمن ترغب في الاستمتاع بأجواء السهر والسمر بعيدا عن المشاكل.

ويكفي الباحث عن اللذة الجنسية دخول أقرب مقهى للشيشة بعدد من مناطق البيضاء أو ارتياد الملاهي الليلية الموجودة بعين الذئاب، لتحديد مواعد مع قاصرات يؤثثن تلك الفضاءات المظلمة ليخرج بعد دقائق معدودة بعاملة جنس يعبث بجسدها الغض كما يشاء.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع