في زمن كورونا.. سواحل إقليم آسفي وجهة مفضلة لعشاق الصيد بالقصبة خلال الشهر الفضيل

الأولى كتب في 13 مايو، 2020 - 11:30 تابعوا عبر على Aabbir
الصيد
عبّر

آسفي : عبد الرحيم النبوي

 

 

اعتاد العشرات من أبناء مدينة آسفي أن يتوجهوا خلال شهر رمضان وعلى غير العادة إلى الشواطئ القريبة من المدينة ، ليس بغرض النزهة ولا الاستجمام، بل لممارسة هواية صيد السمك بالقصبة ، هواية تحولت إلى هوس يومي يسري في الجسد مثلما يجري الدم في العروق، حسب العديد من رواد هذه الأماكن الساحلية الخلابة .

 

في زمن كورونا يقضي هؤلاء الرجال ساعات طويلة من يومهم الرمضاني بساحل البحر منذ الساعات الأولى من الصباح وإلى حدود الساعة الخامسة مساء تماشيا مع القوانين المعمول بها في إطار الحجر الصحي الذي تعرفه البلاد.

 

فبالإضافة إلى ممارسة هواية الصيد بالقصبة، فإنهم يستمتعون بطبيعة البحر وجماله، حيث تمارس هذه الهواية في جو رطب، يلسع نسيم عليل أجسادهم وتتناطر عليهم حبات مياه البحر وترتطم أمواجه بالصخور، مكسرة بذلك سكون المكان ووحشته، فتجدهم يفترشون ما خف حمله من القماش فوق الصخور التي تعلو الشاطئ يمسكون قصباتهم بإحكام وبهدوء، شيء واحد يكسر سكونهم، هو اهتزاز الخيط. عندئذ تبدو الفرحة على محيا احدهم وهو يجر الخيط بواسطة قصبته التي تطاوعه في حركات الجدب، بينما سمكة عالقة بالصنارة تحاول النجاة، فيبادر لإزالتها ويضعها في الإناء المخصص لذلك.

 

ولأن غاية الهواة، يقول الشرقي إبراهيم، تمضية الوقت وتكسير الروتين اليومي وممارسة الصيد كهواية، باعتبارها عادة دأبنا عليها كمحترفين كلما هل شهر رمضان، حيث نمارس هذه الهواية بشغف كبير مما جعلها تحقق لنا متعة كبيرة لا يمكن وصفها، ويضيف الشرقي قائلا : هواة الصيد بالقصبة يجدون في البحر ملاذهم خلال شهر رمضان، و فيه تتوطد العلاقات الإنسانية بين هواة ومحترفي الصيد بالقصبة ، بحيث يتبادلون خبراتهم وتجاربهم، وقد يكون البحر فضاء للبوح بكل ما تختزن صدورهم من آمال وأحلام ولعل الهروب إلى البحر والصيد بالقصبة عند الكثيرين، هو أيضا هروب من ضجيج وزحمة السيارات.

 

ومهما اختلفت أهداف الصيادين بالقصبة وغاياتهم، إلا أن القاسم المشترك بينهم يظل تحقيق المتعة والاختلاء بالنفس والتدريب على الصبر في جو هادئ ورومانسي، بالإضافة إلى والانفتاح على صداقات جديدة مع عشاق الصيد بالقصبة ممن يتوافدون على البحر خلال شهر هذا الشهر الفضيل.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع