في الصحافة أيضا.. الجنس قبل كل شيء

الأولى كتب في 7 فبراير، 2020 - 19:30 تابعوا عبر على Aabbir
في الصحافة أيضا.. الجنس قبل كل شيء
عبّر

ولد بن موح-عبّر

 

لعله من بين الأمور التي أصبحت تسترعي انتباه المتتبعين لعدد من الظواهر التي طغت على الأحداث داخل المجتمع المغربي، هي ظاهرة  الابتزاز الجنسي للنساء  كمقابل لتحقيق عدد من الأهداف، في التعليم كما في الفن  كما في العمل كما في عدد من المجالات، الجنس مقابل النقاط و الدرجات، و مقابل العمل و التعيين في المناصب، حتى الانضمام إلى الأحزاب سمعنا مؤخرا  أنه يستوجب ضريبة السرير.

 

بعد تفجر فضيحة مدير نشر يومية أخبار اليوم، توفيق بوعشرين، اعتبر عدد من أبناء الجسم الصحفي أن ما قام به، بوعشرين، جاري به العمل، و أن عدد من الصحافيات الممارسات لمهنة المتاعب في المغرب، إنما ولجنها من باب السرير و ليس من باب الكفاءة و التحصيل العلمي و المعرفي، لذلك كان لابد من تسليط بعض الضوء على موضوع الجنس مقابل العمل في الميدان الصحفي في بلادنا.

 

شيماء، (اسم مستعار)، أكدت أنها عانت كثيرا من الابتزاز الجنسي قبل أن تستقر في وضيفتها الحالية كصحافية بإحدى المؤسسات بالعاصمة الرباط، بل اضطرت إلى تغيير مسارها المهني بسبب الجنس، حيث انتقلت من لون صحافي إلى آخر بسبب هذا الأمر، حيث أكدت أن مدير نشر أحد المؤسسات الصحفية طلب منها و بشكل مباشر ممارسة الجنس مقابل توقيع عقد عمل بمؤسسته التي كانت تقضي بها فترة تدريب، و هو الأمر الذي رفضته و غادرت إلى وجهة أخرى عانت فيها هي أيضا من التحرش ولو بطريقة غير مباشرة، و عندما رفضت الانصياع حرمت من أجرتها كذلك، لتقرر تغيير اهتماماتها من الصحافة المكتوبة إلى فضاء آخر من فضاءات مهنة المتاعب.

 

زينب، (اسم مستعار)، قصتها لا تختلف كثيرا عن قصة الصحافية الأولى، ففي إطار عملها كصحافية متعاونة، و في إطار محاولاتها للانفتاح على عدد من المؤسسات الصحفية الوطنية، روت لنا زينب قصتها مع أحد رؤساء تحرير جريدة ورقية وطنية، عندما أرسلت له مادة خبرية لنشرها ليطلب منها صورة لها لنشرها مع المادة، و هو الأمر الذي قالت أنها لم تستسغه في البداية، لكنها رضخت للأمر و أرسلت صورة تعريف عادية لرئيس التحرير، لكنه فاجأها بأنه لا يريد صورة تظهر وجهها فقط، و هو ما قالت أنها تعاملت معه بحسن نية، و بعد أن أرسلت له الصورة المطلوبة، أخبرها بأنه “طماع” حسب تعبيرها و يرد صورة عارية لها، مقابل أن ينشر لها مادتها الخبرية على صفحات الجريدة التي يرأس تحريرها، و هو الأمر الذي رفضته و هددته باللجوء إلى الشرطة و إعطائهم نص المحادثة التي جرت بينهما.

 

زينب أكدت أنها ليست المرة الأولى التي تعرضت فيها للتحرش، و أنه خلال مسارها المهني تعرضت لعدد من حالات التحرش الجنسي و الإغراء بالمناصب من طرف مدراء نشر و رؤساء تحرير.

 

خلافا لشيماء و زينب، فإننا سمعنا غير ما مرة عن فتيات ولجن عالم الصحافة من باب العلاقات الجنسية مع مسؤولين في عدد من المؤسسات الصحفية، كما سمعنا أيضا عن قصص رؤساء تحرير و مدراء نشر يمارسون الجنس مع صحافيات يشتغلن تحت إمرتهم.

 

و رغم أن قصص هؤلاء النساء لا يمكن تصديقها أو تكذيبها، إلى أن هذا الأمر أصبح يعطي انطباع أن الجسم الصحفي في بلادنا مبني على الجنس و العلاقات العائلية أكثر مما هو مبني على المهنية و الكفاءة العلمية و المعرفية، بشكل استحالة فيه المهنة من مهنة المتاعب إلى مهنة تبادل المنافع و المتعة الجنسية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع