فيروس كورونا وفيروس “صوروني كندير الخير” وجهان لعملة واحدة

الأولى كتب في 15 أبريل، 2020 - 16:56 تابعوا عبر على Aabbir
فيروس كورونا
عبّر

 

زربي مراد ـ عبّر

 

 

مع بروز فيروس كورونا المستجد وما خلفه من أزمة ترزح تحت وطأتها البلاد ويكتوي بنارها العباد، لاسيما على المستويين الاقتصادي والمعيشي، عادت ظاهرة “صوروني كندير الخير”، وتعني صوروني فأنا أقوم بأعمال الخير، وفيها يتباهى أشخاص بمنح الصدقات للفقراء والمحتاجين أمام عدسات الكاميرات، (عادت) للواجهة من جديد مثيرة انتقادات مجتمعية كثيرة.

 

 

ولا حديث اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي إلا عن أشخاص باتوا معروفين على الساحة وصاروا “نجوم ظاهرة صوروني كندير الخير” ، إذ لا يفوتون صدقة صغيرة أو كبيرة دون أن يلتقطوا لآخذها صورة وهو يتسلمها وأحيانا يوثقونها بالصوت والصورة.

 

 

وفي هذا السياق، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عديد الصور التي يظهر فيها هؤلاء ممن عرف عنهم مساعدة الفقراء والمحتاجين “ظاهريا”، وهو يقدمون مساعدات غذائية أو أوراق نقدية لأشخاص تبدو عليهم علامات العوز والحاجة، في مشاهد يعتبرها كثيرون مهينة لكرامة المستفيدين وتشعرهم بالخجل الشديد.

 

 

وجرت الصور المتداولة على من وصفوا ب”المرائين”، غضب الكثيرين من رواد منصات التواصل الاجتماعي، متهمينهم بإيذاء أولئك المستضعفين والتشهير بهم، معتبرين التباهي عليهم باستغلال فقرهم، لهو من أقبح الأفعال.

 

 

واعتبروا أن التقاط تلك الصور لأولئك المساكين ونشرها بين الناس، فيه أذى بليغ لهم؛ وقد قال الله عز وجل: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى”).

 

 

ووصف البعض هذه الفئة بالانتهازية التي غايتها أن تظهر في الصورة وواجهة الأحداث لتحقيق أهداف ومآرب شخصية، ولو على حساب فئة مسحوقة أنهكها الفقر المدقع.

 

 

هذا في وقت دعا فيه البعض إلى مراعاة کرامة الفقراء والمحتاجين وحفظ ماء وجوههم، مشددين على أن الصدقة لايشترط فيها أخد صور لها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن بعض المحتاجين يفضلون الموت جوعا على أن تداس كرامتهم.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع