فلسفة خوان كارلوس كاريدو تضع الرجاء في الطريق الصحيح وتعيدها لدائرة المنافسة على الألقاب

عبّر معنا كتب في 16 نوفمبر، 2018 - 17:10 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

محمد أتكدار 

 

لا أحد كان يتوقع أن يعود الرجاء البيضاوي إلى واجهة التألق من جديد، بل الوصول للمشهد الختامي لكأس الإتحاد الإفريقي، والدفاع عن حظوظ الكرة المغربية في هاته المسابقة، لاسيما وأنه عاش في السنوات الأخيرة على وقع تصدعات داخلية، ومشاكل تسييرية ومالية، كادت أن تعصف به نحو المجهول، لولا عامل الحظ الذي وقف بجانبه في أكثر من مناسبة.

 

ولأن العارف بخبايا البيت الداخلي للنسر الأخضر، يدرك جيدا أن المدرب الإسباني خوان كارلوس كاريدو كان بمثابة كلمة السر التي فتحت علبة المشاكل التقنية، وفصلها عن المشاكل الأخرى المرتبطة أساسا بالشق الإداري، حيث نجح في وضع بصماته على تشكيلة الرجاء من خلال فلسفته التقنية الواضحة، وكذا تحمله للمسؤلية حتى في أسواء الأحوال، ما انعكاس إيجابا على المردود التقني للفريق، حيث قدم مستويات كبيرة، سواء في المسابقات المحلية والقارية وكذا العربية، نظرا للنهج التكتيكي المحكم الذي رسمه المدرب الإسباني للاعبين، بعيدا عن كل الصراعات التي نغصت بشكل أو بآخر محيط الفريق.

 

وأولى ثمرات هذا العمل التقني كانت من بوابة كأس العرش، حين ذاق الفريق طعم التتويج في السنة الماضية على حساب الدفاع الحسني الجديدي، ما زاد من ثقة الجماهير الرجاوية في فريقها، والتي لم تتوانى في تقديم الدعم والمساندة اللامشروطين للجهاز التقني وللاعبين، رغم الإنقسامات الكبيرة بين المكونات الرجاوية، ليستمر الحال على ما عليه إلى تخلص الرجاء من جزء كبير من أزمته التسييرية والمالية، وذلك بخروج سعيد حسبان من دائرة تسيير شؤون الفريق الأخضر، وتعيين لجنة مؤقتة بقيادة محمد أوزال، الذي وضع أسسا جديدة في التدبير، بعد نجحه في رأب الصدع داخل البيت الرجاوي، ولعل أبرز القرارات التي اتخدها على عجل، هي الإستعانة بخدمات إبن الدار فتحي جمال من أجل رسم استراتيجية تقنية جديدة تتماشى مع فلسفة الرجاء، إضافة لوضعه أخير الترتيبات المتعلقة بأشغال الجمع العام الأخير، الذي انتهى بانتخاب جواد الزيات رئيسا جديدا للرجاء خلفا لسعيد حسبان.

 

ما وصل إليه الرجاء البيضاوي من تألق، خاصة في كأس الإتحاد الإفريقي، وما يقدمه الفريق داخل البساط الأخضر من أداء جيد، فهو نتاج خالص للعمل التقني المتواصل الذي يقوم به المدرب الإسباني خوان كارلوس كاريدو ومن معه في العارضة التقنية، مؤكدا بذلك أن المنافسة على الألقاب تبقى رهينة بمدى قدرة المدرب لترجمة أفكاره على أرض الواقع وإستعابها من طرف اللاعبين، كيفما كانت المشاكل التسييرية والإدارية التي تحيط بالفريق.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع