عادت القناة الفرنسية، فرانس 24 ، إلى عادتها في الانحياز الفاضح للأطروحات الانفصالية واستفزاز مشاعر المغاربة، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول خطها التحريري، ومدى التزامه بمبادئ الممارسة المهنية السليمة، وذلك بعد بثت نسختها الإسبانية، برنامج قصيرا تحت عنوان: “الصحراء الغربية: نزاع إقليمي دام ما يقرب من خمسة عقود، ومئات الآلاف من اللاجئين المدنيين وتضارب المصالح لإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة”.
القناة الفرنسية، التي استهدفت هذه المرة الرأي العام الإسباني، على اعتبار المواقف التي عبرت عنها السلطات الإسبانية تجاه قضية الصحراء، ودعمها المتجدد لخيار الحكم الذاتي، باعتباره “الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية” ويشكل موقفا “متماسكا ويحترم القانون الدولي”، وبالتالي كان زلاما على هذه القناة أن تنهج سياسة التشويش على هذه المواقف، وعلى التقارب بين الرباط ومدريد والتحريض ضد الحكومة الإسبانية، من خلال الدعاية المجانية لأعداء الوحدة الترابية.
والتقرير الذي بثثته القناة، كان يعج بالمغالطات التاريخية والسياسية والجغرافية، والهدف منه لم يكن سوى الانتصار للأطروحة الانفصالية، حتى ولو كان ذلك بالكذب والبهتان تزوير الحقائق.
وفي السياق اتهم منتدى دعم أنصار الحكم الذاتي في الصحراء “فورستاين”، قناة فرنسا 24 الناطقة بالإسبانية بتقديم “مجموعة من المغالطات والأكاذيب” خلال البرنامج سالف الذكر، موجّها رسالة احتجاج في الموضوع إلى مدير القناة الفرنسية.
وقال منتدى “فورستاين” إن القائمين على القناة المذكورة “يبدو أنهم وجَّهوا بوصلتهم في اتجاه دعم وتأييد طرح جبهة البوليساريو بشكل واضح، ليس من باب اقتناع أو قوة الطرح الذي أكل عليه الدهر وشرب، بقدر ما هي مناورة من القناة ومسؤوليها لمشاكسة المغرب”.
واعتبر المصدر ذاته أن الطريقة التي تتعاطى بها قناة فرنسا 24 مع المغرب، من خلال تقديم مغالطات حول قضية الصحراء المغربية، الغايةُ منها محاولة ليّ ذراع المملكة، “لتحقيق مآرب معلومة لم يعد الزمن ولا الظروف يسمحان بقبولها”.
ووجه منتدى دعم أنصار الحكم الذاتي في الصحراء رسالة إلى مدير قناة 24، اعتبر فيها أن “المغالطات والأكاذيب التي جاءت في برنامج En 5 Minutes كان من المفروض ألا تقع فيها مؤسسة إعلامية محترمة كمؤسستكم”، مشيرا إلى أن القناة “ذهبت في اتجاه متحيز ومتحامل، في إهمال لأبسط قواعد الحياد الصحافي، وتبني رأي أحادي، بل وإصدار أحكام جاهزة، في تغييب تام لوجهات الرأي الأخرى”.
ولد بن موح-عبّر
اترك هنا تعليقك على الموضوع