فجيج..منطقة منكوبة ومعزولة عن العالم الخارجي تناشد المسؤولين 

الأولى كتب في 27 فبراير، 2020 - 15:02 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

هناء أمهني – عبّر

 

 

يعيش إقليم فجيج ( يضم مدن  بوعرفة / فكيك / عين الشعير / بوعنان / عين الشواطر / بني تدجيت / تالسينت / تندرارة / معتركة )، على طريق واحدة تربط المنطقة بالعالم الخارجي، حيث تغلق كلما جاءت السماء بالأمطار بسبب الفيضانات وتفتح عندما تنساب التساقطات.

 

 

هذه العزلة التي يعيش على وقعها إقليم فجيج، جعله من أفقر الأقاليم على الصعيد الوطني حسب ما جاءت به المندوبية السامية للتخطيط، نظرا لحدة الفقر الموجودة وأيضا لأن المنطقة جد مهمشة ومعزولة و حال لسانها يناشد المسؤولين بالتدخل العاجل.

 

 

إقليم فجيج ، يعتمد في نشاطه واقتصاده على نشاط واحد، “الفلاحة”، باعتباره منطقة منكوبة رغم امتيازه بوجود معادن كثيرة منها ما هو باطني ومنها ما هو سطحي، ومن الثروات المعدنية كالمنغنيز والرصاص والزنك والذهب والحديد والنحاس والبترول والغاز والباريتين، بعض هذه المعادن لازال يستخرج وبعضها توقف إما لأنه أصبح غير مطلوب عالميا أو لارتفاع تكاليف الإنتاج.

 

 

وبما أن هذا الإقليم منسي، فحتى عدد الحافلات التي تصل إليه من وإلى معدودة على رؤوس الأصابع، بل إنها أقل من أصابع اليد الواحدة، إذ لا تتجاوز ثلاث حافلات، ومن دونها لا يمكن، طبعا، الوصول إلى فجيج بالضبط، وبين الحافلة والأخرى ما يقارب ساعتين و نصف، وأغلب الحافلات تصل ابتداء من الساعة 12 صباحا و بين المدينتين أقل مسافة تتطلب 3 ساعات وأبعد نقطة بحوالي 12 ساعة.

 

 

ولإعطاء لمحة وطنية عن هذا الإقليم  الذي سمي بغير النافع، حاول موقع “عبّر.كوم” التجوال بالمنطقة وسؤال الساكنة هناك عن مطالبهم وعن احتياجاتهم وعن الرسالة التي يريدون توجيهها إلى المسؤولين نظرا للظروف الاقتصادية والتجارية والثقافية وحتى الرياضية القاهرة التي ألمت بهم منذ زمن بعيد.

 

 

وأثناء تجوال الموقع في شوارع مدينة فجيج، لمح نظرات يملؤها الحزن واليأس من الواقع المزري الهش لدى المواطنين، فتوجهنا إلى شخص يجلس بالقرب من حيه على حجرة، بغية أخذه قسط وفير من أشعة الشمس، فسألناه عن سبب الهدوء الذي يعم أرجاء المدينة فقال “كيف لمدينة لا ترى مسؤوليها أن يكون لها نصيب من التنمية، كيف لمدينة همشت واحاتها أن تكون لها تنمية اقتصادية”، وتابع قائلا “نحن أبناء هذا الإقليم المنسي ننتظر التفاتة عاجلة لأن أبناءنا أضحى همهم الكبير الهروب من الواقع نحو أوروبا، فلا مستقبل لهم في هذه المدينة العزيزة المنكوبة”.

 

 

ومن بين ما لاحظه موقع “عبّر.كوم” في مدينة فجيج، غياب سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، وهكذا تبقى الوسيلة الوحيدة التي تربط فجيج ببوعرفة وغيرها من المناطق هي الحافلات، ويحكي أحد السكان ل”عبّر” أن الحراك الذي عرفته المنطقة سابقا كان من مطالب السكان فيه تغيير وقت انطلاق الحافلة.

 

 

وأضاف بنظرة يملؤها اليأس، لقد كانت الحافلات الثلاثة التي تصل إلى فكيك تخرج في الصباح الباكر، إحداها تنطلق على الساعة الخامسة صباحا، فيما الحافلتان المتبقيتان، تنطلقان في اتجاه وجدة على الساعة السادسة صباحا، ما يعني أن من فاتته هذه الحافلات فعليه الانتظار إلى الغد والاستيقاظ في الصباح الباكر، لأن هذه الحافلات هي وسائل النقل الوحيدة التي تربط المدينة بالعالم الخارجي.

 

 

ورغم ما تشهده المنطقة من تهميش، فإقليم فجيج يزخر بثروات حيوانية مهمة مثل الأغنام والماعز والجمال والأبقار، وبالتالي  يساهم بشكل وافر في انتاج اللحوم والجلود، فسلالة   الدغمة من أجود السلالات على الصعيد الوطني، لكن للأسف هذا المنتوج لا يتم تثمينه، ليظل بذلك الإقليم غير معروفا رغم جودة منتوجاته ليس فقط على الصعيد الجهوي والوطني بل حتى الدولي .

 

 

ومن جهة أخرى، يمتاز الإقليم بوجود الصحاري حيث الكثبان الرملية والواحات حيث النخيل والمياه الجارية والجبال والهضاب، فهو يمكن أن يكون قبلة للسياحة خاصة التضامنية التي يمكن أن تدر على المنطقة والبلد ككل العملة الصعبة، غير أنه للأسف لا يتم التفكير في تطوير هذا المجال وتشجيعه عبر الاستثمار والدعاية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع