فاطمة العزاوي ممثلة المغرب لـ”عبِّــر.كوم”: “لو أعطيت لي الفرصة لتغيير شيء بالعالم لغيرت الكثير..”

الأولى كتب في 9 أغسطس، 2019 - 20:30 تابعوا عبر على Aabbir
فاطمة العزاوي
عبّر

نعيمة تشيشي ـ عبِّــر

 

مثلت المغرب في الفيتنام والتايلاند أحسن تمثيل، كان مشروعها من المشاريع الأربع التي فازت وسوف تلقى الدعم، انطلقت بحلمها صغيرا من تنغير، درست بجد وحددت أهداف على المستوى القريب، تجسد الحلم في حصة تعريفية من أستاذ يرفع الهمم، وكبر واقترب من التحقق بانتزاعها منحة دولية مثلت بها المغرب، إنها فاطمة العزاوي الفتاة التي لم يتجاوز سنها السابعة عشرة، وتخطى حلمها السنين حتى رأته واقعا يتحقق.

س: كيف كان مشوار فاطمة الدراسي؟

ج: الحمد لله كان مشوار حافل، كنت ولازلت أحتل مراكز جد مشرفة ومعروف بالإجتهاد والمثابرة والجد. درست في المستوى الإبتدائي والإعدادي بأمزاورو نواحي تنغير وعند وصولي إلى مرحلة الثانوي، درست الجدع المشترك بثانوية “مولاي عبد الله بن حسين” كنت في بداية الموسم أذهب بالدراجة، وفيما بعد أصبحت استقل حافلة للنقل المدرسي لأن الثانوية كانت بعيدة، أما فيما يخص سنتي الأولى بكالوريا فكان علي أن أنتقل من مؤسستي، لأنها لم تتوفر على شعبة العلوم الرياضية الخيار الفرنسي، وانتقلت إلى دار الطالبة بمدينة تنغير حيت تتواجد ثانوية “صلاح الدين الأيوبي”.

صورة أمام إحدى المدارس

 

س: كيف تمكنت فاطمة من حجز مقعد لها بالمسابقة؟

ج: بعدما انتقلت إلى مدينة تنغير، انخرطت بنادي “محبي اللغة الإنجليزية” وهناك إلتقيت بالأستاذ المؤطر”عبيد بوسلام” الذي أوجه له أكبر شكر، حيث قدم لنا في أحد الحصص عرضا حول هذه المنظمة، وطريقة اشتغالها وأهدافها… وشرح لنا أيضا كيفية المشاركة التي كانت عبارة عن تسعة أسئلة نجيب عنها عبر الإنترنيت، من بينها سؤال حول إنجاز حققته في حياتي، وسؤال حول إذا أعطيت لي الفرصة لتغيير العالم ماذا كنت سأغير…

وأحد الأسئلة كان عبارة عن فيديو مصور حول حديثي عن ظاهرة معينة، وكان هذا مشكلا بالنسبة لي، لأنني كنت بعيدة عن المنزل ولا أتوفر على حاسوب هنا ولم يساعدني أحد، وهنا كان أستاذي خير عون لي وكنت أقوم بإرسال الأجوبة وهو من ملأ لي الاستمارة وساعدني في التصوير.

 

س :ما هو الإنجاز الذي قدمته لهم؟

ج :كانت قصيدة مكتوبة باللغة الإنجليزية تتكون من أربعة أجزاء، تتحدث عن العالم والعلاقات كيف كانت وكيف غدت، كنت قد كتبتها منذ حوالي سنتين وهي تتحدث على نفس الموضوع الذي يريدونه في المسابقة والحمد لله تمكنت بها من الفوز.

س :عرف لنا هذه المنظمة وطرق اشتغالها؟

منظمة ل”rustic pathways “مقرها في كاليفورنيا، ولها أيضا مقرات في دول أخرى وفي المغرب أيضا، تقوم بجمع التلاميذ من مختلف دول العالم، وتقسمهم إلى مجموعات تتكون من 25 شخصا وكل مجموعة ترسلها إلى دولة معينة مثل “كمبوديا بوليفيا مينيمار الصين” وهناك أيضا من قدم للمغرب ونحن أرسلنا إلى الفيتنام … حيث قمنا في الأسبوع الاول بدراسة المشاكل التي تعاني منها الدولة التي أرسلنا إليها، أما الأسبوع الثاني فالتقت كل المجموعات في التايلاند من أجل تقديم الحلول لهذه المشاكل.

أما فيما يخص المواضيع التي كلفنا بالإشتغال عليها فكانت مرتبطة بمشكل الماء أو التعليم والتمييز بين الجنسين… وكان مشروعنا نحن من المشاريع الأربعة التي سوف يتم تمويلها وأعطيت لنا الفرصة في اختيار مكان الإشتغال لذلك اخترت منطقتي والبداية سوف تكون من الثانوية، لأن هناك أناس سوف يمدون لي يد المساعدة وكذلك أعضاء مجموعتي سيبدؤون من مناطقهم.

 

فاطمة العزاوي

 

س: ماهو الموضوع الذي اشتغلت عليه ؟ ولماذا بالضبط اخترتي منطقتك؟

ج: المشروع الذي اشتغلت عليه كان عبارة عن ورشات تعطي مجالا للتعبير عن المواهب في مجال الفن شعر موسيقى كتابة …، فمثلا هنا في المغرب، لا أحد يسمعنا ويقدر مواهبنا، كما لا تمنح لنا الفرصة لإيصال أصواتنا للتعبير عن حاجيتنا ومتطلباتها، فعنذما ذهبت هناك وعرضت القصيدة تلقيت تشجيعا وأخبروني بأنني أعطيتهم الإلهام.
لماذا منطقتي، لأنها تتوفر على الكثير من المواهب التي لا تجد مكانا لتعبر فيه أو أحد يمد لها يد المساعدة كما حدث معي أنا .

س: كيف وجدت العمل داخل الفريق، وخصوصا أنهم من دول مختلفة، ألم تجد صعوبة في التواصل باللغة الإنجليزية؟

اللغة الانجليزية بالنسبة لي أكتر من لغة، والغريب في الأمر أنني لم أتعلمها في المدرسة بل في البيت مع إخوتي وما كنا نشاهده من أفلام باللغة الإنجليزية، أما المدرسة فقد تعلمت منها طريقة الكتابة فقط. وللإشارة ففي السنة الماضية، التقيت بمتطوعة من أمريكا كانت تقدم لنا الدعم في اللغة الإنجليزية وتعمل مع منظمة اسمها”Peace corps”، يرسلون في كل سنة ونصف شخصا إلى هنا، وكنت قد دعوتها إلى المنزل وتطورت علاقتنا “أنا والناس ديال المريكان سبحان الله كاينين في الدم” .

 

س: كيف كان شعور عائلتك بكونك ستمثلين المغرب في هذه المسابقة؟

ج: لقد شعروا بالسعادة لكنهم لم يفاجأوا لأنهم كانوا يتوقعون ذلك، لأن حلمي منذ الصغر كان أن أتوصل مع أناس من خارج المغرب وأن أحقق إنجاز مختلف بحياتي.

س: ماذا كانت ستغير فاطمة إذا أعطيت لها الفرصة لتغيير شيء بالعالم؟

ج: لو أعطيت لي الفرصة لتغير العالم لغيرت الكثير، فبعدما ذهبت للفيتنام والتايلاند رأيت هناك أناس يعيشون في حالات تدمى لها القلوب ” الله يحسن العوان”، فبالمقارنة معنا هنا في المغرب فالحمد لله..ولو أعطيت لي الفرصة لأزلت الفقر، انطلاقا من تجربتي الشخصية، فالفقر يأخذ منك الكثير، ونضطر في بعض الأحيان لأن نتخلى عن أحلامنا لأننا لا نملك ما يكفي لتحقيقها فلو لم تكن المنحة لما كنت سأتمكن من الذهاب لأن المصاريف كثيرة، (التذكرة المبيت المأكل…) أما جواز السفر تكلفت به عائلتي.

 

س: ماهي رسالتك للتلاميذ الذين يملكون مثل أحلامك؟

ج: بصراحة، أريد أن أنصح التلاميذ بأن يضعوا مجموعة من الأهداف ولا يكتفوا بهدف واحد، حتى لا يجدو فيما بعد مشكلة مراهنتهم على هدف واحد، ولا يستسلموا، ليس مشكلا أن لا تجد من لا يفهمك في بداية الأمر، فالثقة في النفس أهم شيء وأن يتشبتوا بأحلامهم.

 

 

 

 

س: ألم يخيب أملك عند العودة بمطار الرشيدية، عندما لم تجدي الإعلام يستقبلك؟

ج..للأسف هذا الخبر كان منتشرا قبل ذهابي لمدة شهرين ولا أحد كلف نفسه من الاعلام بسؤالي حول المسابقة والأجواء، أمابالنسبة لي فانا فخورة بالإنجاز الذي قمت به ولا أنتظر من الإعلام أن يقوم بإشهار لي، عائلتي قامت بما يكفي وزغرودة خالتي عوضت كل شيء.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع