فؤاد جوهر- عبّـــر
بعد الثلاثاء الأسود الذي شهد واحدة من أسوء حوادث القطارات بالمغرب منذ عقود، وحصيلة القتلى التي ارتفعت الى 11 قتيلا، أصبح هاجس الخوف يسيطر على العديد من الأشخاص الذين كانوا يعتبرون التنقل عبر القطار آمنا وأفضل وسيلة نظرا لحرب الطرق التي تعرفها المملكة سواء على الطريق السيار أو الطريق الوطنية.
وأكد الدكتور الزغاري الطبيب النفسي بالمنطقة الشرقية، في حديث لموقع “عبّـــر.كوم” أن مثل هذه الحوادث الفجائية غالبا ما تؤثر في نفسية المسافرين، خصوصا وأن الحادث خلف قتلى وجرحى في أهم وسيلة للنقل كان يطمأن اليها المواطن.
وأضاف دكتور الطب النفسي، أنه يتوقع انخفاضا على اﻹقبال خلال الأسابيع القليلة القادمة على القطارات نتيجة المخاوف المكتسبة والتي تشكلت في ذهن المسافرين من خلال صور الضحايا “الموتى” والجرحى وهذه المواقف التراجيدية قطعا ليست سهلة على نفسية المسافر، فهي مواقف عظيمة يضيف ذات المتحدث، ويستحضر فيها مستعمل القطار رهبة الفاجعة الأليمة والموت الذي خطف 11 ضحية، وأدى الى تكوين مجموعة من الصور الذهنية والوجدانية الدماغية لأغلب المسافرين، سرعان ما تتحول الى مخاوف من تعرضهم لأذى محتمل في حال ركوب القطار.
وكان الحدث الأليم قد أحزن وأغضب المغاربة قاطبة، خصوصا مع تسريب تسجيلات صوتية منسوبة الى مستخدمي المكتب الوطني للسكك الحديدية عبر تقنية “الواتساب”، تلخص لتواجد عطب تقني بمحور السكك في بوقنادل والذي رغم تبليغه للمسؤولين قبل أيام من الحادث الأليمة لم يتم اصلاحه.
فرضية الخلل التقني وشبهة الفساد، ترجمتها حادثة بوقنادل الى واقع مر وأليم أودى بحياة 11 قتيلا، وهي الحصيلة الثقيلة التي هزت ثقة المواطن، خاصة مستعملي القطار في التنقل نتيجة الخوف من تكرار هذه المأساة غير المتوقعة من مؤسسة راكمت من التجارب والخبرات ما جعلها تتبوء مكانة رائدة في قطاع النقل خلال السنوات الأخيرة.
جدير بالذكر، أن فاجعة بوقنادل بالقرب من مدينة القنيطرة يعود سببها الى انحراف القطار عن مساره الطبيعي أدى الى وقوع وفيات وإصابات في صفوف الركاب، ما عرض المكتب الوطني للسكك الحديدية لموجة من النقد لرداءة خدماتها كمؤسسة عمومية، حيث طالبت الجمعية المغربية لحماية المال العام من المجلس الأعلى للحسابات بإجراء افتحاص شامل ومعمق لمالية ال oncf، واحالة كل ما يسجل من مخالفات للقانون الجنائي على الجهة القضائية المختصة للفصل فيها.
اترك هنا تعليقك على الموضوع