عندما يحتل الانتهازي مكان السياسي الحقيقي

عبّر معنا كتب في 18 فبراير، 2019 - 23:16 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

مصطفى طه

تعتمد السياسة، على الأسس الديمقراطية الحقيقية، وعلى قيم وطريقة الأخذ والعطاء، وعلى الاحترام المتبادل، وعلى قبول الآخر والعيش معه بسلام، وعلى التشارك المجتمعي العادل، في الثروات المادية والمعنوية، والخيرات.

 

عندما لا توجد حياة سياسية بمعنى الكلمة، فإن فراغا كبيرا سيعرفه المجتمع، عند حصول الفراغ السياسي الحقيقي في الحياة المجتمعية، تقع الكارثة، ويتسلل السياسي الانتهازي، لتحقيق مصالحه الذاتية.

 

هذا السيناريو الغير المقبول وطنيا، هو الذي نراه يحدث في الحياة السياسية داخل مجتمعنا، هناك جانب آخر أريد ان أبرزه، ألا وهو أن هذا الانتهازي، ينهج طرق مختلفة في خطاباته الحزبية، مع التصنع في الأخلاق، والمبادئ، والقيم، وحبه للوطن، هذا النهج السلبي، يرغم النخب السياسية الحقيقية، الانزواء، والرجوع الى الخلف.

 

السياسة الانتهازية، ظاهرة تتحكم في جميع المجالات، منها الاقتصادية، والاجتماعية، والتربوية، من خلال الفساد، وشراء الذمم، هذا الانتهازي، لا يكتفي بممارسة سياساته الفاشلة، وتقديم مآربه الشخصية، على المصلحة العامة في الكواليس، وإنما يتحكم ويحتل المساحة الأكبر، في ميدان الاعلام السمعي البصري.

 

عندما يعتزل ويعتكف، السياسي الوطني في منزله، وتغيب الأفكار السياسية الواقعية الكبرى، وتصبح مشاكل الراي العام الوطني، يستهزأ بها، فإن فراغا سياسيا سيقع، ويملأه المتطفل، الذي لا يحتكم إلا إلى السياسات المجانية، والصراعات الضيقة، لا يهمه أن يعيش المواطن المغربي، في الفقر، والبطالة، والأمية، والتهميش، والاقصاء، والتمييز الاجتماعي، بصفة عامة.

 

في هذه الحالات، يسمح لهذا الانتهازي، باتخاذ القرارات العشوائية والمرتجلة، الذي يدفع ثمنها المواطن المغربي المغلوب على أمره، فإذا رفض وثار، من أجل كرامته، وعدالة اجتماعية، وطالب بحقوقه التي يضمنها الدستور، قمع او سجن.
ثمن غياب السياسة الحقيقية النبيلة الصادقة، يخلق دائرة فارغة، تتمايل بين المظاهرات والحراكات المهزومة، وبين الهدوء والسكون، الممل.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع