عمر المرابط يقصف قيادات حزب العدالة و التنمية و يكشف الخطاب المزدوج داخل الحزب

الأولى كتب في 3 فبراير، 2020 - 10:09 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

عبّر-متابعة 

 

وجه القيادي في حزب العدالة و التنمية، و الرئيس السابق للجنة الحزب المركزية لمغاربة العالم، عمر المرابط انتقادات لاذعة لعدد من قيادات الحزب الاسلامي بسبب ازدواجية الخطاب و التآمر الذي حيك ضده في عدد من محطاته النضالية.

 

و المرابط، الذي اجبر على الاستقالة من عضوية لجنة العلاقات الدولية للحزب، بعد انتقاده أداء وزيرة الجالية، كتب تدوينة مطولة على حسابه الخاص بموقع فيسبوك، فضح فيها عدد من ممارسات الإسلاميين فيما بينهم، حيث كتب.

 

“كلما حل تاريخ 28 يناير كلما احتفلت بعيد ميلاد، ليس عيد ميلاد شخص لكنه عيد ميلاد مؤسسة كان لي الفضل بعد الله تعالى أن أؤسسها في مثل هذا اليوم سنة 2006.

 

إنها شبكة مغرب التنمية التي تتواجد الآن في أكثر من بلد أوروبي ووصلت حد أمريكا الشمالية وكان يمكن لها أن تتطور أكثر لولا عرقلة بعض المعرقلين وتدخل بعض الدخلاء.

 

كيف جاءت الفكرة ومن أسس جمعية مغرب التنمية ومن سهر على توسيعها وكيف أصبحت الإطار التنظيمي لحزب العدالة والتنمية في الخارج منذ سنة 2013؟

 

 

كلها أسئلة لا يعرف جوابها الكثير من أبناء الحزب بالخارج بله بمن هم خارجه.

 

 

باختصار شديد، فكرة تأسيس الجمعية جاءت بعد الخطاب الملكي احتفالا بالمسيرة الخضراء سنة 2005 والذي أعلن فيه جلالته عدة قرارات وتدابير لصالح مغاربة المهجٍر وهو خطاب مرجعي وجب الرجوع إليه ومن أهم ما جاء فيه إنشاء مجلس الجالية وإعطاء حق الترشيح والتصويت وإحداث دوائر انتخابية في الخارج ، وللأسف أن بعض ما جاء في هذا الخطاب التاريخي لم يطبق لحد الآن.

 

 

جاءتني الفكرة وأنا أسمع الخطاب، وقلت في نفسي آن لمغاربة العالم الحاملين لأصالتهم وهويتهم والقريبين من فكر العدالة والتنمية، والحالمين بمغرب أفضل ان يجتمعوا تحت سقف جمعية تربطهم جميعا.

 

 

أسست الجمعية مع أعضاء أغلبهم من خارج حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، ووجدت فيهم نعم الرجال الفضلاء الأتقياء المناضلين ذوي الكفاءات العالية ولم أجد معهم ولا منهم إلا الخير عكس بعض ‘الإخوان ‘ إذا صح التعبير.

 

 

كانوا يشتغلون بصمت من أجل مشروع ، من أجل مبادئ وكانوا منفتحين على غيرهم ولا يعتقدون أنهم أصحاب الحق أو دائما على حق والحديث قد يطول في هذا الموضوع.

 

 

كان ولا زال التزامهم الديني والأخلاقي والسياسي أفضل بكثير من أبناء الحركة ( الالتزام الديني ممارسة ومعاملة وليس لحية وخطاب) ، ساهموا وناضلوا بكل تنكر للذات وكانوا لي نعم المعين بعد الله تعالى.

 

 

بفضل تأسيس هذه الجمعية وبفضل تأسيس فروعها داخل فرنسا وبفضل أبنائها استطاعت الجمعية أن تصبح معروفة داخل أوساط الجالية، وقمنا بأنشطة كثيرة في المجال السياسي و الجمعوي.

 

 

قمنا بمحاضرات وأنشطة غطتها القناتان المغربيتان الأولى والثانية (ستنقطعان بعد ان علمتا ارتباطي بالحزب سنة 2010) وقمنا بدورات تكوينية لفائدة أساتذة جامعيين ونقل التكنولوجيا إلى المغرب، وأنشطة اجتماعية أخرى.

 

 

وبفضل الله وبعمل هذه الجمعية أصبحتُ عضوا في مجلس الجالية رغم أن صفتي كممثل لحزب العدالة والتنمية كانت عائقا لتسميتي وكانت سبب معارضة شديدة لاقتراحي كما سأخبر من بعد من طرف من سهروا على تأسيس المجلس، وبالتالي فعضويتي داخل المجلس لم تكن أبدا حزبية.

 

 

لم تؤسس جمعية مغرب التنمية في بلد ثان إلا يوم عينت مسؤولا عن الحزب في أوروبا سنة 2008 وبعدها عن لجنة مغاربة العالم بالحزب ، وأغتنم الفرصة لأشكر الأستاذ عبد الإله بنكيران على اختياري انطلاقا من كوني الوحيد من بين ممثلي الحزب في الخارج آنذاك الذي استطاع تأسيس جمعية داخل أوساط الجالية (طبعا لا أنسى شكر الدكتور سعد الدين العثماني على تعييني ممثلا للحزب في فرنسا سنة 2003 باقتراح من الأخ العزيز الدكتور رضا بنخلدون الذي له فضل كثير على عمل الحزب بالخارج).

 

 

وهكذا لما أصبحت مسؤولا عن الحزب بالخارج عممت الفكرة ورفعت شعار الانتقال من العمل الفردي عبر ممثلين للحزب بصفات فردية إلى العمل الجماعي المؤسساتي داخل جمعية معترف بها قانونيا داخل بلد الإقامة، وهكذا فتحت فروعا للجمعية ببلجيكا مع أخي العزيز حسن أولاد الغازي ذي الكفاءة العالية وذلك بعد اعتذار المسؤول السابق اللاحق ، ثم بهولندا مع تغيير المسؤول ( لرفض ممثل الحزب في هذا البلد القيام بهذه الخطوة مما جر علي عداوته ) وتعويضه بالأخ العزيز أنس بنضريف الذي غادر السفينة بعد ذلك ، ثم بإسبانيا مع أخي الحبيب وأكبر سند لي الأستاذ سعيد بورحيم وبمعية الدكتور محمد الغيدوني المرابط ببرشلونة وهما أخوان من عملة نادرة في العمل والتاني، ثم ألمانيا بعد اختياري للأخ عبد الصمد اليزيدي ( الذي أصبح كاتبا عاما بعد ذلك لأكبر فدرالية تجمع مسلمي ألمانيا والذي طُرد أقبح طردة من الحزب من طرف من عوضه)، ثم مع الأخ الفاضل الحسين الغيوان في الدنمارك والذي بالمناسبة كان له معارضون كثر لكن ساندته دون تحفظ وسددت الباب على مناوئيه، وتم فتح الجمعية في دول أخرى منها الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وكنت على وشك فتح فرع في تركيا لولا تدخل أحد مسؤولي الحركة طالبا مني التريث فاستجبت لطلبه.

 

 

وهكذا كان نهجي في إرساء ديمقراطية حقيقية تأخذ من المغرب أصالته وتأخذ من الغرب تطوره لكن هذا لم يعجب الكثير وأعمى الحسد أعين بعضهم وبعضن، فبدأت الوشايات وحيك لي ما لك أكن أتوقعه قط من أناس عاديين فكيف بمن ينتمون لحركة إسلامية.

 

 

بلغ مكرهم أن ذهبوا إلى الأستاذ عبد الإله بنكيران يطلبون إعفائي لا لعدم كفاءتي بل وجدوا مخرجا واستغلوا مرض زوجتي فاطمة رحمها الله، فقالوا له نريد أن تعفي عمر المرابط حتى يهتم بزوجته.

 

 

أحد هؤلاء أصبح بعد إعفائي عضوا في لجنة مغاربة العالم، ولما علمت هذا جاء يبرر، فقلت له أليس منكم رجل رشيد؟

 

 

في خطابي أمام مؤتمر الحزب في 2012 طالبت بالانتقال من منطق التعيين إلى منطق الانتخاب لاختيار مسؤول الحزب في الخارج واعتبار الخارج جهة واحدة ، الجهة 13 كما سميتها بعد ذلك.

 

 

هذا الاقتراح الذي أرسلته للأمانة العامة وهو مقترح تبنته لجنة مغاربة العالم التي كنت أرأسها لم يتلق أي رد لحد الآن وما زال أبناء الحزب في الخارج تحت الوصاية باستمرار منطق التعيين. نعم هذه هي الحقيقة المرة.

 

 

إذن رفض بعضهم هذا المقترح (جعل الخارج جهة واحدة) مخافة هيمنة فرع فرنسا وهيمنة مسؤولها كما قيل، وجاء حزب الأحرار ليأخذ الفكرة ويطبقها وهنيئا له.

 

 

جاءت مذكرة الأمانة العامة يوم 21 شتنبر 2013 لتخلق لجنة الإشراف على العمل بالخارج وتزيح كل مسؤولية تنظيمية عن لجنة مغاربة العالم للترك لها فقط المسؤولية السياسية، ستعاد للجنة المسؤولية التنظيمية وستحل لجنة الإشراف بعد إعفائي من مسؤوليتها ، وكأن الهدف من خلق لجنة الإشراف استمرار منطق الوصاية التنظيمية.

 

 

ومن هذا التاريخ بدأ التحضير لتأسيس فروع الحزب بالخارج وأصبحت شبكة مغرب التنمية الإطار القانوني للحزب في كل بلد على حدة.

 

 

 

قبل الختام لابد أن أذكر بشيء غريب وقع لي وأنا في المسؤولية، خضت غمار الانتخابات البلدية هنا في فرنسا وأصبحت نائب عمدة بعد تحالفي مع اليمين علما بأنني كنت ولا أزال مع الوسط (وسطي فكرا وتطبيقا وتنزيلا وهذا يظهر في اعتدالي الذي يجعل الكثير يتفاجؤون حين أخبرهم بانتمائي لحزب العدالة والتنمية)

 

 

كنت أنتظر مهاجمة اليمين المتطرف هنا بفرنسا ووقع هذا فعلا وكتبت مقالات تتحدث عن كوني أصبحت نائب عمدة مع انتمائي لحزب “إسلامي” (لم ولا أعتبر نفسي إسلاميا أبدا، “هو سماكم المسلمين” وهذا يكفيني )

 

 

لكن هوجمت من داخل حزب العدالة والتنمية لكوني أصبحت نائب عمدة وقيل أن هذا لا يتناسب مع قانون الأحزاب المغربي ( وكان متزعم الهجوم ذاك الذي طلب إعفائي متحججا بمرض زوجتي).

 

 

وطلب مني الاعتذار عن المسؤولية في آخر انتخابات لفرع فرنسا لعلمهم أنني لو لم أعتذر لبقيت لحد الآن في المسؤولية، – وهذه معلومة أخرجها أول مرة – وفعلا اعتذرت لأن قراري بالاعتذار كان سابقا للطلب وكنت قد أخبرت به أعضاء المكتب هنا في فرنسا.

 

 

من الغريب أيضا مهاجمتي داخليا لكوني كنت أستضاف على قناة فرانس 24 وبعض القنوات الأخرى ، وأدافع عن مواقف الحزب رغم عدم اقتناعي أحيانا ببعضها، وكانت الحجة نريد أن يعرف الناس وجوها أخرى من الخارج غير عمر المرابط، والذي قال لي هذه الكلمة يحتل نفس الموقع التنظيمي الكبير في الحزب وباستمرار منذ 2004.

 

 

الآن أصبحت عضوا عاديا في الجمعية وفي الحزب ولم أعد عضوا في أية لجنة عن العمل في الخارج أو غيره، وفي هذا خير والحمد لله أنني أرحت واسترحت.

 

لم أذكر بالاسم بعض الأسماء الذين ساهموا بقوة في هذا العمل ، لكن لن أختم قبل شكر الجميع وخاصة مجموعة الإخوة عباد اللطيف كما كنت أسميهم:

 

الاستاذ عبد اللطيف بدوي الأستاذ المبرز والذي كان صنوي في تأسيس الجمعية وكان أول نائب لي داخلها وقد جمد نشاطه الآن.

 

 

الأستاذ عبد اللطيف أرطيب الذي استقال هو أيضا من الحزب والجمعية وكان نائبا لي أيضا لأكثر من عشر سنوات.

 

 

الأستاذ عبد اللطيف حدة دينامو الجمعية وذي العلاقات الطويلة والعريض و والخبير بالمجتمع المدني المغربي هنا بفرنسا.

 

 

أشكر أيضا العديد من خارج الجمعية الذين ساندوني دون انتماء بل ومن جمعيات وأحزاب أخرى استطعتُ بفضل الله أن أربط معهم علاقة صداقة وأخوة من أجل نضال مشترك، من أجل فئة لم أختر الانتماء إليها بل وجدت نفسي فيها بقدرة قادر ألا وهي فئة مغاربة العالم.

 

 

 

هذه باختصار شديد قصة جمعية مغرب التنمية التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الرابع عشر .

 

 

فلتعش جمعية مغرب التنمية وليعش أبناؤها البررة الفضلاء ولن يبقى إلا الصحيح والمعقول.”

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع