علاقة السياسي بالمواطن في المغرب

عبّر معنا كتب في 9 يناير، 2019 - 15:28 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

مصطفى طه ـ عبّــر

تعتبر ثروة الرأسمال اللامادي ” الانسان” أهم ثروة موجودة على وجه الأرض، بحيث لا يمكن لأي ثروة أخرى منافستها، نظرا لمكانتها وأهميتها.

الدول التي استطاعت الانتقال من موقع التخلف والتقهقر إلى طريق التقدم، خلال فترة زمنية محدودة، هي التي اعتمدت واحترمت الثروة البشرية، عكس البلدان التي بقيت قابعة في مكانها، تعاني مشاكل اجتماعية محضة، وتشهد صراعات سياسية مجانية، ويتخبط اقتصادها في مستنقع الاندثار، لأنها بكل بساطة، لم تحترم مواطنيها، الذين باستطاعتهم تحقيق خطوات تنموية متنوعة ومهمة.

مؤشرات عديدة، تؤكد أن المواطن في بلادنا، لا شأن ولا قيمة له عند أغلب السياسيين، لأنه ينظر إليه على أنه مجرد شيء مناسباتي، يستغل بطريقة بشعة وانتهازية، في الحملات الانتخابية المحلية والبرلمانية، بالمقابل النخب السياسية في الغرب، تنظر إلى المواطن كإنسان، له جميع حقوقه المدنية، كيفما كانت مكانته الطبقية وموقعه الاجتماعي، مما يجعل الموضوع، تربية ومبادئ وقيم ووعي وثقافة.

هذه العلاقة غير الصحية أخلاقيا، و التي تربط بين السياسيين الانتهازيين و المواطن، تصل غالبا الى درجة الدونية لهذا الأخير، فهذه الطريقة في التعامل، غير مقبولة، فهؤلاء السياسيين، يجب أن يستوعبوا اذا كان لهم ضمير وطني حقيقي، أنهم أختيروا من طرف هذا المواطن المغلوب على أمره، فالمنطق و الواقع، يفرض عليهم المساهمة في تغيير أسلوبهم المنحط، و تصرفاتهم و معاملاتهم.

و من المفارقات و التناقضات الغريبة، يبدو و بالواضح، أن اهتمام النخب السياسية بالمواطن، و تقديرها و احترامها له، حاضرة و بقوة فقط، في خطاباتهم و خرجاتهم السياسية، و شعاراتهم المجانية الوهمية، و في حملاتهم الانتخابية، دون تحقيق ذلك على أرض الواقع، هذا النهج اللامسؤول، هو الذي يجعل المواطن المغربي، يحس بالحكرة و الظلم و الغبن و الاحتقار، و يؤثر عليه كإنسان منتج و نشيط في مجتمعه، لأنه هو المحرك الرئيسي، لأي تقدم و تنمية شاملة.

ويبقى المظهر التقليدي المنتشر في الساحة السياسية المغربية، هي العلاقة غير التواصلية، التي تعتبر أكبر مؤشر، وأهم دليل على أن المواطن، طاقة بشرية مناسباتية، مستغلة بطريقة بشعة، من طرف بعض السياسيين، لتحقيق مصالحهم الذاتية والشخصية، ومصالح أبنائهم المدللين، الذين يصنفون في خانة مواطنو الدرجة الأولى.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع