عزيز أخنوش في عطلة فاخرة بجزيرة “سردينيا” وسط مؤشرات فقدان ثقة المغاربة والملك في أدائه الحكومي

عزيز أخنوش في عطلة فاخرة بجزيرة “سردينيا” وسط مؤشرات فقدان ثقة المغاربة والملك في أدائه الحكومي
عزيز أخنوش وزوجته "مركبة"

في خضم الجدل المتصاعد حول أداء حكومته وتراجع شعبيته، يقضي رئيس الحكومة المغربية، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، عطلة صيفية خاصة بجزيرة “سردينيا” الإيطالية، إحدى أشهر وجهات أثرياء العالم في البحر الأبيض المتوسط.

وتم رصد أخنوش رفقة أسرته الصغيرة، من بينهم زوجته سلوى إدريسي أخنوش، وسليل العائلة “الدي جي” أحمد أخنوش المعروف فنياً بلقب “Spinz”، إلى جانب عدد من الأصدقاء المقربين من العائلة، داخل مطعم فاخر يُدعى “NAMMOS”، والذي يشتهر بتقديم وجبات بحرية فاخرة ومشروبات كحولية معتقة تتجاوز أسعارها آلاف اليوروهات.

ووفق شهود عيان، فقد ظهر رئيس الحكومة مرتدياً لباساً صيفياً، واضعاً قبعة كبيرة لإخفاء ملامحه وتفادي التعرف عليه، وسط أجواء صاخبة من الموسيقى والرقص، فيما بدا حذراً من الهواتف المحمولة التي كانت بيد الحاضرين، تفادياً لتصويره.

ولم يقتصر ترف العطلة على وجبة غالية الثمن (تجاوزت فاتورتها 3 آلاف يورو مع إكرامية بلغت 200 يورو)، بل شملت أيضاً تنقله رفقة أسرته عبر زورق خاص VIP، وفره المطعم كخدمة حصرية لنقل الزبناء من يخوتهم أو فنادقهم إلى موقع المطعم المطل على البحر.

غضب شعبي وملكي… وعزيز أخنوش خارج الصورة

العطلة الباذخة لعزيز أخنوش تأتي في وقت حساس سياسيًا، حيث يعيش رئيس الحكومة واحدة من أصعب فتراته منذ تعيينه على رأس الجهاز التنفيذي سنة 2021، وسط تراجع كبير في شعبيته وفقدان ثقة المواطنين في وعوده الانتخابية، لا سيما في ملفات دعم القدرة الشرائية، وارتفاع الأسعار، والتدبير الاقتصادي والاجتماعي عموماً.

الضربة الأقوى، بحسب مراقبين، جاءت من أعلى سلطة في البلاد، بعد أن أوكل الملك محمد السادس، بشكل مباشر، مهمة التحضير للانتخابات المقبلة إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وهو ما اعتُبر سابقة دستورية ورسالة سياسية قوية تشير إلى تراجع ثقة المؤسسة الملكية في قدرة أخنوش على قيادة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وقد غاب عزيز أخنوش عن الاجتماع التحضيري الذي ترأسه لفتيت، رغم أنه عرف حضور مختلف الأمناء العامين للأحزاب السياسية. هذا الغياب غير المبرر جاء خلافاً لما جرت به العادة، حيث سبق لكل من عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني أن ترأسا هذه الاجتماعات خلال ولايتيهما كرئيسي حكومة، ما يعزز فرضية وجود غضبة ملكية على أخنوش، خصوصاً في ظل فشله في تفعيل مقتضيات دستورية مهمة، كاحترام دور المعارضة، وعقد الجلسات الشهرية الخاصة بمساءلة رئيس الحكومة حول السياسات العمومية.

ثروة مثيرة للجدل… وملف المحروقات يعود للواجهة

ويُعتبر عزيز أخنوش من أبرز أثرياء المغرب، حيث قدرت مجلة “فوربس” ثروته بنحو 1.5 مليار دولار، راكمها بشكل أساسي من خلال مجموعة “أكوا”، وعلى رأسها شركة “أفريقيا غاز” المتخصصة في توزيع المحروقات، والتي كانت في صلب أزمة احتكار السوق وارتفاع الأسعار، قبل أن تتوصل إلى اتفاق تصالحي مثير للجدل مع مجلس المنافسة، كلفها أداء غرامات كبيرة تفوق 1.8 مليار درهم إلى جانب 8 شركات أخرى.

تناقض صارخ بين معاناة المغاربة وصور البذخ

ويطرح ظهور رئيس الحكومة،عزيز أخنوش، في أجواء من الرفاهية، في عز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المغرب، أسئلة حرجة حول أولويات النخبة الحاكمة ومدى إدراكها لمعاناة المواطن البسيط. فبينما يعاني المواطن من تبعات ارتفاع الأسعار، وقلة فرص العمل، وتردي الخدمات، يظهر أخنوش في صورة رجل الأعمال الغني، المستمتع بعطلته بين الأثرياء، بعيداً عن هموم الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار