عادل بنعويس يكتب من إيطاليا..كيف فقدت إيطاليا السيطرة على كورونا

الأولى كتب في 24 مارس، 2020 - 20:32 تابعوا عبر على Aabbir
هل يصيب فيروس كورونا الرجال بالعقم بعد شفائهم؟
عبّر

 

أصبح الإيطاليون بعد الحجر الصحي الذي فرض عليهم في العاشر من  شهر مارس الجاري يعيشون على وقع سقوط المئات من ضحايا فيروس كورونا المستجد كل يوم عبر نشرات الأخبار المركزية أو نشرة  رئيس هيئة الدفاع المدني المفوض الحكومي لحالة الطوارئ والذي أصبح  وجهه و اسمه معروف كباقي أسماء مقدمي الأخبار.

 

 

كيف خرجت الأمور عن السيطرة

و هناك عدة أسباب كثيرة نذكر منها، عدم التقليل من حجم الخطر و البطيء في التعامل مع تفشى الفيروس و استهتار المسؤليين  واستخفافهم بقوة انتشار الفيروس وعدم رصد خطورة الوباء  كذالك لم تكن لديهم حاسة الرصد الإستباقى و تقدير المخاطر رغم توفر الدولة الإيطالية على عدة مؤسسات لمواجهة الكوارث  و الأوبئة  و بأعداد كافية كهيئة الدفاع المدنى كدالك النظام الصحي الإيطالي الذي  يعتبر من أرقى الأنظمة الصحية بالعالم بعد فرنسا التي تحتل المرتبة الأولى عالميا.

 

 

وبعد تجاوز عدد الإصابات إلى 9000 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا سارعت  الحكومة أنداك  إلى إعلان كل البلاد منطقة حمراء و حضرت السفر بين المدن وتعطيل القطارات الليلية و تقييد حركة السير  و الجولان فى الطرق السيارة و الوطنية و إغلاق كل الأوراش و الشركات و المصانع التى تعمل فى المجالات غير الضرورية للحياة المعيشة اليومية  كصناعة الغداء و الدواء و فرض حجر منزالي على  60 مليون إيطالي.

 

 

رغم أن هذا العدد هو إجمالي سكان  مقاطعة هوبى الصينية التي خرج منها الوباء وتمت السيطرة عليه بالحجر المنزلي الإجباري  وانضباط الشعب الصيني للأوامر الحكومية عكس الحكومة الإيطالية التي أصبحت عاجزة عن فرض شبه  إجباري للمواطنين بل أصبحت تهدد المخالفين بأداء غرامات أو بعقوبات حبسية تصل إلى 3 سنوات، والتي أعطت أكلها حيث أصبح عدد المتوفيين في تراجع مستمر من فرض الحجز المنزلي و كدالك نهاية موسم الانفلوزا الموسمية.

 

 

و هاهي الآن إيطاليا تؤدى ضريبة التأخر في الاستجابة والاستخفاف التي يدفعها الآن النظام الصحي الإيطالي الذي أصبح غير قادر على استيعاب كل المرضى  لعدم قدرة المستشفيات و قلة عدد الأطباء  مما جعل  الحكومة الإيطالية تدعو المواطنين إلى عدم المجيء إلى المستعجلات إيلا في الحالات الصعبة و الاتصال بالإسعاف  أو الاتصال بأرقام وضعتها لهدا الغرض . كما  أطلقت الحكومة  نداء  للأطباء بالخارج للمساعدة  وتقديم يد العون والتي استجابت لها  كوبا و الصين الدولتان الشيوعيتان التي أرسلت على الفور  أولى دفعة من هؤلاء الأطباء عبر مطار  مالبينسا بمدينة ميلانو والذي كان في استقبالهم  وزير  الخارجية  لودجى دي مايو. فيما أرسلت دول أخرى كمصر و الهند و روسيا مساعدات طبية كمعدات طبية و أجهزة التنفس و الكمامات الطبية السلاح الرئيسي لمواجهة فيروس كورونا.

 

 

فى غياب تضامن دول أوربية لم تقدم لها أي مساعدة مستعجلة بل سارعت النمسا  و سويسرا إلى غلق الحدود في بداية معانتها مع وباء كورونا و التي لن ينساها الإيطاليين أبدا و التي أصبحت بدورها تسارع الزمن لتطويق الفيروس مثلها مثل البلدان الأوربية الأخرى التي ينتشر فيها فيروس كورونا بشكل مخيف.

 

 

تجربة إيطاليا إذن أظهرت لنا التأخير فى عزل المصابين وعدم تقييد حركتهم  وتطبيق إجراءات صارمة كان له ثمن باهض .ربما تتيح  لنا تجربتها رؤية أفضل لباقي الدول الأخرى.

 

 

إما نسير فى طريق الصين التي طبقت الحجر الصحي بمعنة الكلمة و إجراءات حازمة ونأخذ بتجربتها أو نتبع إيطاليا ونبقى نحسب عدد الموتى كل يوم.

 

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع