صراعات القوى العالمية ستتجه بليبيا والساحل والصحراء إلى المصير المجهول

عبّر معنا كتب في 23 يونيو، 2021 - 13:00 تابعوا عبر على Aabbir
صراعات الحكم الذاتي
عبّــر

نجيب الاضادي

صراعات القوى العالمية ستتجه بليبيا والساحل والصحراء إلى المصير المجهول

بعد تصريح تبون لقناة الجزيرة بخصوص أن الجزائر لن تسمح بأن تسقط ليبيا في يد المرتزقة، وهي الخطوة التي ترجمت على أنها رسالة مباشرة إلى “حفتر”، لخصها الرد السريع من طرف هذا الأخير عمد من خلاله إلى إغلاق المعبر الحدودي الجنوبي بين ليبيا والجزائر ، وبالتالي جعل منطقة الجنوب منطقة عسكرية مغلقة.

 

وانطلاقا من نفس الرقعة، نحيل إلى أن التحالف الثلاثي الذي يجمع كل من الجزائر -قطر وتركيا ، قد بدى واضحا حين أرسلت قطر طائرات “الرافال” في حين أرسلت تركيا طائرات”F16 ” وهي الطائرات التي شكلت الداعم المحوري لهذا التحالف، غير أن الإمارات العربية المتحدة لم يعجبها الأمر وفي ردة فعل منها ذهبت نحو خلق تحالف مضاد يجمعها مع إسرائيل، هذه الأخيرة التي سربت صحفها معلومات تقول بأن مناورات” التاج الخامس” بصقيلية هي استعداد من القوات الإسرائيلية للدخول إلى ليبيا بغرض حماية بعدها الإستراتيجي، وكذلك من أجل حماية مصالح حلفائها،

صراعات

ونلفت الانتباه إلى أن رد الفعل هذا يصور لرسالة مبطنة ومباشرة للحلف الثلاثي ” الجزائر-قطر-تركيا”، كما يذكر أن المخابرات الإسرائيلية قد سربت الإجتماع الذي تم بين المخابرات الإسرائيلية الموساد والمخابرات الأمريكية من جهة مع “حفتر”.

 

ويسجل أن نتائج هذا الإجتماع اتضحت في وقت إلحاق “المشير حفتر” بمكتب مالطا للإستخبارات الأمريكية، وهو الأمر الذي وضع التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-الإماراتي أمام فرصة ذهبية لمحاصرة التحالف المضاد في منطقة الساحل والصحراء، وذلك بعد أن استقطبت المخابرات الأمريكية “CIA ” الجنرال “محمد كاكا” نجل الرئيس الحالي لتشاد “ادريس ديبي”، وهو نفس النهج الذي تبناه التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي الذي صب في نفس الإتجاه المتمثل في خلق تحالف قوي يواجه التحالف المضاد.

 

وفي هذا الصدد يقول موقع فورين بوليسي الأمريكيFOREIGN-POLICYإن الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي سيؤدي إلى تقارب كبير في وجهات النظر بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون بشأن ليبيا، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الإمارات ومن ورائها الحليف حفتر في الجنوب الليبي.

صراعات 

ومن زاوية نظر أخرى سيدفع هذا التحالف بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ليكونا فاعلين في ليبيا والتموقع خلالها في منطقة الساحل والصحراء، حيث سيتم حصار التحالف الجزائري التركي القطري من جهة، وأيضا محاصرة التوسع الروسي في منطقة عملية “براخان”، خصوصا بعد إبداء فرنسا نيتها في الانسحاب من عملية “براخان”، وهذا الأمر الذي سيخول للنفوذ الروسي التغلغل في العديد من الدول الإفريقية عبر مجموعة “فاغنر” التي استخدمت سلطة المال والمساعدات العسكرية للسيطرة على قرارات هاته الدول.

ولا يفوتنا الإشارة إلى أن هناك آليات أخرى تنتهج لتحقيق هذا التغلغل ومثال ذلك ربط علاقات مباشرة مع رؤساء المناطق موقع الهدف وإعطائهم رشاوي مباشرة كما جرى مع رئيس إفريقيا الوسطى.

خلاصة القول إذن ، أن الصراعات والتحالفات التي تعرفها إفريقيا بصفة عامة ومنطقة الساحل والصحراء بصفة خاصة بين أكبر القوى العالمية، واستعمال المغريات الاقتصادية وإظهار القوة العسكرية لكل طرف، كلها إرهاصات ستكون ولا محالة سببا مباشرا في اندلاع حرب طاحنة بين التحالفين، وقد تكون ليبيا هي ساحة المعركة الكبرى.

صراعات

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع