صحافة “الطاسة”.. صحافيون يطالبون ب”حقهم” من النبيذ

عبّر معنا كتب في 5 مارس، 2019 - 09:12 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

بقلم : مروان هاشمي

 

في كثير من الأحيان أجد نفسي محرجا من الفصح عن مهنتي كصحافي؛ مع كل كامل الاحترام الواجب لزملائي وزميلاتي في المهنة، هناك “صحافيين” يسيئون إلى صاحبة الجلالة، يسبونها ويشتمونها ويمرغون كرامتها في الوحل بشكل رمزي يوميا.

 

في مكناس، خلال غداء يوم الأحد المنصرم، يحضره حوالي 30 صحافيا وصحافية، بدأ بعض الزملاء المحترمين في الصراخ دون سابق حوار، فتفاجأ صاحب الفندق ومعه صحافيين آخرين تساءلوا عن سبب الاحتجاجات الغريبة.

 

الزملاء الكراء كانوا يحتجون عن عدم مساواتهم مع باقي الحاضرين، في “حقهم” من باقي قنينات النبيذ الذي كان موضوعا أمامهم بوفرة قبل وجبة الغداء بالمجان، كهدية من الفندق الذي يعصر نبيذه بنفسه، فتعالت أصواتهم وكأنهم يطالبون بتحقيق المساواة في ثروات البلاد أو برفع مستويات حريات الإعلام في المملكة الشريفة.

 

استجاب الرجل لطلبات “صحافة الطاسا”، فتحولت الاحتجاجات إلى قهقهات في مشهد يشبه إلى حد كبير حالة الأطفال الذين يبداون في الضحك بمجرد تسليمهم لعبة أو علبة ياغورت، وفي موقف محرج للآخرين ومسيء للسلطة الرابعة وأسلوب صبياني مقيت لا يليق برجال ونساء هذه المهنة الملطخة بالنبيذ والاتهامات بسبب مثل هؤلاء، في وقت يناضل الكثيرون من أجل إنقاذ ما يمكن ترميمه من أطلال.

 

ولم ينته المشهد هنا، فقد استمر ” التبرهيش” خلال أشغال ندوة عقدها المجلس الجهوي للسياحة لفاس سايس بمناسبة هذه الجولة التي يشارك فيها الزملاء، حيث بدأ بعض “صحافة الطاسا” بالصراخ في آخر صفوف الحاضرين “باراكا راه سالينا” في وقت كان بعض الصحافيين الجادين يحاورون أحد المسؤولين بالقطاع ويقوم آخرون بتسجيل الحوار للبث.

 

شخصيا لا يسعني إلا أن أقول لهؤلاء “باراكا راه عيقتو”، لطختم المهنة ب”تبواع النبيذ” وسلوكاتكم المتهورة و”الباسْلة”، ولن أضيف أكثر من الجملة المعروفة لدى المغاربة “الله يحشم اللي ما يحشم” أ “وجوه الطاسا”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع