فؤاد جوهر ـ عبّــر
اقتحمت ظاهرة اﻹبحار عبر محركات “جيت سكي” مجال الهجرة السرية بقوة في اﻵونة الأخيرة، وبدأت باﻹنتشار بشكل واسع بين أوساط الشباب، أمام الفراغ المهول الذي يعاني منه الكثيرين، وانعدام فرص الشغل بمنطقة الشمال الشرقي للبلاد.
وأظهر فيديو تم تصويره من فوق سفينة للمسافرين انتشر بشكل لافت على صفحات التواصل اﻹجتماعي، دراجة نارية من نوع “جيت سكي” تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط بسرعة فائقة، وعلى متنها ثلاثة شبان ينحدرون من مناطق الشمال المغربي، في مغامرة مفتوحة على كل اﻹحتمالات بغرض الوصول الى الضفة الأخرى.
وكان خفر السواحل اﻹسباني قد أنقذ في الأسابيع القليلة الماضية، شبان كانوا على متن دراجة مائية على بعد 17 ميلا بحريا من ميناء “مالاقا” اﻹسباني، بعدما أبقوا عالقين وسط البحر لساعات طويلة، لنفاذ وقود دراجتهم المائية السريعة اﻹبحار.
وأبتكرت شبكات التهريب الخاصة في البشر نحو اوروبا، هذه الوسيلة الجديدة في عالم الهجرة السرية، والسريعة الوصول الى السواحل الجنوبية ﻹسبانيا، والتي غالبا ما تنتهي بكوارث ومآسي اجتماعية، لعبور المسافة التي تبدو قصيرة نسبيا 15 كلم، خصوصا من سواحل طنجة، لكنها تكون مليئة بالمخاطر والمغامرات المجهولة العواقب ومنها نفاذ البنزين وسط مياه المتوسط.
ويرتمي العديد من الشباب الحالم المنتمي الى مناطق الشمال الشرقي، هروبا من مرارة الواقع المعاش، وأملا في ايجاد ظروف متفائلة، ومستقبل آمن ومشرق في بلاد القارة العجوز، في ظل اﻹنكماش اﻹقتصادي المتزايد، والذي قد يصيب المنطقة الشمالية الشرقية بالسكتة القلبية، خصوصا أمام انعدام المبادرات الحكومية لتعويض توقف تجارة البنزين والوقود المهرب، وكذا مختلف السلع المهربة من المناطق الحدودية، التي جفت منابعها وخلفت في ذات الوقت جحافل من العاطلين بالمنطقة.
شاهد ايضا:
كلمات جد مؤثرة من الملك محمد السادس في حق الراحلة أمينة رشيد
التفاصيل الدقيقة… عن ‘القميص العربي’ للملك محمد السادس
اترك هنا تعليقك على الموضوع