سوريالية موقع ألكتروني

عبّر معنا كتب في 24 ديسمبر، 2019 - 14:31 تابعوا عبر على Aabbir
شريفة لموير
عبّر

 

 

ذ. شريفة لموير

 

تصدح مدونة أخلاقيات المهنة بالمملكة، بالعديد من المقتضيات المنظمة، والمحددة لشروط العمل الصحفي المهني ذو الصبغة الاحترافية، في تناغم تام مع الاوفاق الدولة ذات الصلة بالشأن الإعلامي، في بلاط صاحبة الجلالة.

 

واستحضارا لهذه القيم، فمهنة الصحافة و الإعلام بشكل عام، هي بالأساس رسالة نبيلة، أكبر عناوينها الوظائفية تهذيب الذوق والخطاب ، وإشاعة قييم التنوير، ورفع منسوب الوعي ومحاولة إعادة تشكيله، ومن ثمة المساهمة في المقومات التي ينهل من معينها صناع القرار، وهي الوظائف والمهام التي جعلت من الإعلام الجاد و المسؤول ركن أساسي للمساهمة  في بناء الصرح الديمقراطي، ووسيلة تقويم وتأطير وخلق وإبداع، وليس معول هدم ونشر لليأس والإحباط والعدمية داخل مجتمع “ما”.

 

مناسبة هذا  التذكير المصنف في باب بديهيات مهنة المتاعب أملته قراءة منطقية لحالة شبه هستيرية سقط فيها الموقع الإلكتروني المسمى “الزنقة20” في ضوء تحامله الخطير على شخص الوزير الحسن عبيابة وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، وهو التحامل الذي قد يعرض أصحابه للمتابعة القضائية، بفعل قوة الشيء المقضي بحسب لغة رجال القانون، على اعتبار أن التهم التي كالها هذا الموقع “الزنقة20” لشخص الوزير دون أي سند قانوني في حالة المطالبة بالأدلة والحجج التي يفترض أنها بحوزة الموقع المذكور، والتي على أساسها كان هذا التجنيد الخطير ضد الوزير عبيابة وهو الذي لم يمضي على تعينه إلا أسابيع لا تتعدى في مجملها الشهرين.

 

 

وبالتالي كيف لوزير لم تمر على استو زاره إلا أيام، توجه له كل هذه التهم الخطيرة وتحميله قضايا وملفات بحجم الجرائم الجنائية بما فيها النكسات التراجيدية التي عرفتها القطاعات الوزارية التي يدبرها حاليا الوزير عبيابة على عهد سابقيه، لذلك ومن منطلق هذا الهجوم والتجنيد الذي تشتم منه رائحة التسخير والتوظيف المقيت لهكذا مواقع إعلامية لتصفية حسابات للوبيات و المافيا السياسية والفساد الإداري، خصوصا تلك التي تشن عليها الوزير، عبيابة، حربا بدون هوادة، فان الموقع المذكور قد سقط من حيث لايدري في فخ هذه اللوبيات التي ألفت المناصب والجاه والمال العمومي والعبث به عبر شبكاتاخطبوطية لا أول ولا أخر لها.

 

 

ومن خلال هذه السقطة المدوية، فقد أحكم الموقع المعلوم قبضته على عنقه، وخندق نفسه في زاوية ضيقة، لا منفذ لها سوى باتجاه بوابة القضاء لعدم توفره على أية حجة أو دليل يثبت كل ما كاله من اتهامات خطيرة ضد الوزير عبيابة، لسبب بسيط يتمثل في كون الفترة التي تولى فيها الحسن عبيابة القطاعات الوزارية التي يدبرها بجرأة قوية تجعله خارج كل مساءلة قانونية.

 

 

ومن ثمة وجب على موقع “الزنقة20″ الإدلاء بكل الأدلة القاطعة التي تؤكد صحة كل ما جاء في المقالات المتوالية المتتالية ضد الوزير عبيابة. وللإحاطة علما يجب استحضار أن لغة الإعلام غير المسؤول في مثل هذه النوازل تختلف قطعا عن لغة القضاء و مساطر النيابة العامة.

 

 

وللتذكير فقط لا يجب فهم هذه المقالة من باب الدفاع على الوزير الحسن عبيابة أو من باب المزايدة على الموقع الالكتروني”الزنقة20″، بل على النقيض لأنه ليس من شيمي ولا من أخلاقي الشخصية والمهنية التجني أو التعرض للزملاء في مهنة المتاعب بالسوء أو النقد ولا حتى من باب تقويم الانحراف والاعوجاج، وان كنت أتحفظ بشكل كبير على حشر زمرة من هذه العينة في زاوية الزملاء لعدة اعتبارات منها المهنية والاحترافية في التعاطي مع الشأن الإعلامي الموضوعي والمسؤول، إلى جانب المرجعية الفكرية والثقافية التي تؤطر الخلفية المهنية للزملاء.

 

وعليه فإن تناولي لقضية التجنيد الممنهج والتحامل الفج والخطير على شخص الوزير عبيابة، جاء في سياقات مهنية معينة اقرب للصدفة في ضوء اشتغالي الأكاديمي والبحثي والعلمي على موضوع الانزلاقات و الانحرافات التقنية واللغوية والمهنية وكذا القانونية التي يعيشها قطاع الإعلام إلى جانب الفوضى العارمة التي تزخر بها ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي”في ظل الفراغ القانوني والمهني الملائم، إلى جانب المسخ الفظيع للغة العربية في أغلب هذه المواقع الناشرة والمروجة للسفسطائية الغوغائية المسماة عنوة إعلام،  وبالتالي فإثارتنا لهذه الحالة الصارخة غير المسبوقة في عالم الصحافة والإعلام بشأن التحامل غير المبرر وغير المسنود قانونيا في حق الوزير، الحسن عبيابة، والتي من غير المستبعد أن تدشن لمرحلة جديدة في ضبط هذه التجاوزات المخلة بالفعل الصحافي بالمملكة عبر الردع القضائي والقانوني لمنع هذا التسيب الفظيع الذي أصبح السمة الخطيرة المؤطرة للعمل الإعلامي بالمغرب،  في أعقاب الفوضى الرهيبة التي أصبح عليها القطاع.

إلى ذلك يمكن القول أن نازلة الموقع”الزنقة20” والسقطة المدوية في مجال التجنيد من الجهة التي ألفت على نفسها استهداف وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، الحسن عبيابة، لأسباب قد يكشفها القضاء، كما قد يفضح اللوبيات الذين يقفون خلف هذه المؤامرة المسيئة للإعلام الوطني المغربي قبل أن تسيء المستهدف، في توظيف وتسخير سريالي لأناس أشبه بالصحافيين اقرب منه للأغبياء، وبالتالي فهذه لحظة حاسمة ليقف الزملاء في النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفدرالية الناشرين وكذا في المجلس الوطني للصحافة، وفي كافة المنابر والمواقع الإلكترونية المهنية الجادة باحترافيتها والممارسة للمهنة بمسؤولية عالية بعيدا عن الاصطفاف والتجنيد والتسخير الممنهج لرسالة الإعلام، لوضع حد لهذه النماذج المتطفلة على المهنة والمسيئة لنيل رسالتها المقدسة، والعمل على تحصينها من الدخلاء والغرباء تحت عشرات العناوين والإطارات غير المهنية.

 

إلى ذلك وبالعودة لدوافعنا البحثية، سنعمل بكل تأكيد على مواصلة بحثنا العلمي والأكاديمي للوقوف على كافة الخروقات والانزلاقات التي يعيش على وقعها الرهيب القطاع، وتحديد مخاطر الانحرافات ورصد دوافعها ومسبباتها الموجهة لمساراتها المذمرة لهذه المهنة التي غدت في أفق التسيب والفوضى مهنة من لامهنة له، وهو البحث العلمي والأكاديمي الذي سيكون في متناول ممارسي مهنة المتاعب والقطاع المهني الوصي على المهنة، بخاصة مجلس الصحافة الوطنية، كمرجع للدراسة والتدقيق وكذا البحوث الجامعية المشتغلة على المثن الإعلامي بالمملكة.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع