سلوى خطابي: أنا آية من آيات الله في الكون والفشل بالنسبة لي مفتاح النجاح

مجتمع كتب في 8 سبتمبر، 2019 - 16:00 تابعوا عبر على Aabbir
سلوى الخطابي
عبّر

حاورتها نعيمة تشيشي

سلوى خطابي “جرافيك ديزينر” وشاعرة وفاعلة جمعوية بسيدي بنور، تحدت نظرات المجتمع لها، وتشبثت بأحلامها وطموحاتها، لم تشكل لها إعاقتها حائلا بين مرادها، فاختارت أن تصعد سلم النجاح خطوة بخطوة، وعزيمتها جعلتها تكون من بين النساء اللواتي يتم تكريمهن بجائزة أوسكار الرائدات، إنها الفتاة التي لاتوجد في قاموسها كلمة يأس أو استسلام.

 

كيف كانت طفولة سلوى خطابي؟

طفولتي كانت كبقية الأطفال، ألعب وأذهب للمدرسة الحمد لله لم أعاني من التمييز الطفولي والعنصرية، وكانت هذه بمثابة نقطة إيجابية لصالحي، و عندما أتممت المرحلة الابتدائية حصلت على معدل جيد، لكن للأسف لم أستطع أن ألتحق بالمستوى الإعدادي لأن الولوجيات لم تسمح بذلك.

 

هل أثر انقطاعك عن الدراسة على أحلامك؟

بالعكس كانت لدي إرادة وعزيمة قوية من أجل الوصول لأحلامي، فأصبحت أتعلم بشتى الطرق، سواء بالإنترنيت أو التلفاز والكتب، فأصبحت أعمل على تكويني نفسي وتطويرها بذاتي، فبدأت بدراسة العلوم والأدب واللغات وعملت على تكوين رصيد معرفي وثقافي، في مختلف المجالات كما حصلت على دبلوم في الإعلاميات.

 

كيف جاءتك فكرة الانخراط في العمل الجمعوي؟

منذ صغري وأنا أحب أن أقوم بأشياء يستفيد منها الناس، وكنت محبة للأعمال التطوعية والأعمال الجمعوية، فانخرطت بجمعية الكشاف المغربي، حيت كان الكل يعرض مواهبه سواء في الرسم أو المسرح… بدار الشباب وأنا كنت أيضا أقوم بإلقاء قصائدي.

 

سلوى الخطابي كانت من المحظوظات اللواتي تم تكريمهن بجائزة أوسكار الرائدات، كيف كان شعورك؟

 

 

كنت جد سعيدة وفخورة، لأني أول فتاة مغربية من ذوي الاحتياجات الخاصة، تحصل على أوسكار الرائدات بجانب العديد من الشخصيات الكبرى كإلهام شاهين وأميرة الكويت وسعيدة شرف …وهذه الجائزة لا أعتبرها جائزة لي لوحدي، وإنما هي لجميع الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

كلنا نعرف بأن الكل تواجهه انتقادات سواء كان شخص عادي، او من ذوي الاحتياجات الخاصة كيف واجهت سلوى هذه الانتقادات؟

 

بطبعة الحال فلا أحد يسلم من الانتقادات، فأنا في بداياتي كنت عندما أنهي تصميم من تصاميمي أشاركه في إحدى المجموعات بالفيسبوك، كنت أتلقى الكثير والكثير من الانتقادات، ولو كانت فتاة أخرى في وضعيتي لما استطاعت أن تكمل الطريق، لكن كما قلت سابقا فعزيمتي كانت قوية جدا، وأقول ليس مشكل أن أفشل، فالفشل بالنسبة لي مفتاح النجاح، ولا يمكن أن يكون نجاح إن لم يرافقه في بداية الأمر فشل، فهذه من بين النقط التي أؤمن بها.

 

كيف صقلت سلوى مواهبها سواء في الشعر أو الجرفيك ديزاين؟

 

بالنسبة للشعر والزجل، فمنذ صغري كانت لدي محاولات في الكتابة سواء الشعر أو القصة القصيرة، لكن لم أجد الطريقة الصحيحة لصقلي موهبتي حتى انضممت إلى دار الشباب، حيت كنا نقدم حفلات وأنشطة ترفيهية … وكل شخص كان يِؤدي شيء كالرقص و الغناء و المسرح والإنشاد وكنت أكتفي فقط بالمشاهدة، إلى أن اقترح علي القائد أن أنضم إليهم بشيء أجيده، فوافقت رغم تخوفي فبداية الأمر، لكن الحمد لله أول قصيدة لي لقيت استحسانا من طرف الحضور وكانت هذه هي الانطلاقة، حتى أصبحت تأتيني دعوات من طرف جمعيات أخرى.
أما بالنسبة للتصاميم التي أقوم بها، فحبي للألوان وعشقي لعالم الحواسيب والمعلوميات جعلني أجمعهما في جرافيك ديزاين وكنت أشاهد مقاطع الفيديو فاليوتيوب وأتعلم منه كل يوم شيء جديد.

 

نعلم أن الوسط العائلي يلعب دورا كبيرا في تكوين شخصية الإنسان، كيف وجدت سلوى هذا الوسط؟

صحيح العائلة تلعب دورا كبيرا في تكوين شخصية الإنسان، وبالخصوص بالنسبة للشخص الذي في وضعية إعاقة فأبي رحمات الله عليه لم يحسسني يوما بنقطة من الضعف أو الإعاقة، بالعكس كانوا يقولون لي( نتي بحالك بحال لخرين خاصك تكافحي وتقري وديري بلاصتك في المجتمع مخبونيش) الحمد لله قاموا بدفعي كي أوجه المجتمع وهذا ما ساهم في قوة شخصيتي.

 

هل نظرات المجتمع كانت تؤلم سلوى خطابي؟

فالصغر كانت تطرح لي هذه النظرات تساؤلات عدة (علاش ناس كيقولو مسكينة) ولكن عندما كبرت، وجدت الإجابة وأقول في نفسي، أنا آية من آيات الله عز وجل في هذا الكون خلقني الله على هذه الهيئة كي يراني الناس ويحمدوا ربهم لما لهم من نعم، وربي يوزع الأرزاق كيف يشاء وعلى من يشاء.

فمن وجهة نظري أقول كلنا معاقون (فكل واحد فينا عندو إعاقة فشكل الظروف إعاقة الماديات إعاقة أي مشكل يعتبر إعاقة).

 

ماذا تريد أن تقول سلوى للأشخاص الذين ينظرون بصورة احتقار للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

 

 

المشكل يكمن فيهم، (وكل واحد كيشوف على حساب الفكر ديالوا وأخلاقوا والوسط لي عايش فيه وأي شخص ممكن يكون جالس على كرسي متحرك ) وأريد أن أقول لهم الإنسان معرض في أي لحظة أن يكون في حالة إعاقة.

 

ماهي الأحلام التي لازالت سلوى تريد تحقيقها؟

من بين الأحلام التي أريد تحقيقها هي أن أجمع قصائدي في ديوان وأن أكتب كتاب، المهم أن أترك شيء يلهم الناس ويتذكرون به سلوى الطموحة.

 

رسالة تريد سلوى توجيهها للأشخاص في وضعية صعبة؟

هذه رسالة أوجهها للجميع بدون استثناء ورسالتي هي على الإنسان أن يبحث عن نقاط قوته، فالله عز وجل أعطى لكل واحد منا شيء يميزه عن الأخر، والله لا يأخد شيء منا إلا ويعوضنا بأحسن منه، ولايجب أن نتخلى عن أحلامنا وطموحتنا فلا شيء مستحيل.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع