سلم الرواتب في ريال مدريد.. الخط الأحمر الذي لا يُمس

في الوقت الذي تُعرف فيه إدارة ريال مدريد بمرونتها العالية في إدارة الملفات الرياضية والانتقالات، يبقى هناك بند واحد لا يخضع لأي مساومة: نظام الأجور وتحديد سقف الرواتب. هذا المبدأ، الذي يُعدّ ركيزة رئيسية في سياسة فلورنتينو بيريز منذ عودته إلى رئاسة النادي الملكي، ظل ثابتًا أمام أسماء بحجم الأساطير.
التاريخ لا ينسى.. أوزيل، دي ماريا، وراموس
شهد عشاق الميرينغي كيف غادر كل من مسعود أوزيل، وأنخيل دي ماريا، وسيرخيو راموس أسوار “سانتياغو برنابيو“، بعد فشلهم في التوصل لاتفاق مع الإدارة بشأن زيادة رواتبهم.
حتى كريستيانو رونالدو، الهداف التاريخي للنادي وأسطورته الحية، لم يكن استثناء. فبعد تتويجه بلقب دوري الأبطال عام 2018، تم بيعه مباشرة إلى يوفنتوس، إثر خلاف مالي واضح مع الإدارة، وهو ما يؤكد أن بيريز لا يتهاون إطلاقًا حين يتعلق الأمر بـسلم الرواتب المحدد.
الملف الساخن: فينيسيوس جونيور على خط الأزمة
اليوم، تبدو الأمور مهيأة لتكرار السيناريو ذاته، ولكن هذه المرة مع النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، أحد أبرز لاعبي الفريق في السنوات الأخيرة، وصاحب الرقم “7” الذي ورثه بعد رونالدو.
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يُوقّع فينيسيوس على عرض التجديد المقدم من إدارة ريال مدريد، وسط تقارير متضاربة عن أسباب التردد.
مصادر مقربة من النادي تؤكد أن الإدارة غير مستعدة لكسر سقف الرواتب، وأن استمرار اللاعب في الموسم المقبل سيكون مستحيلًا دون تجديد خلال صيف 2025.
ففي حال عدم التوقيع هذا الصيف، سيدخل اللاعب فترة الأشهر الستة الحرة في يناير 2026، مما يعني خسارة محتملة للنادي أو بيعه بسعر أقل بكثير من قيمته السوقية. وهو أمر لا يقبل به بيريز بأي حال من الأحوال.
رودريغو في الصورة، لكن فينيسيوس أقرب للرحيل؟
ورغم أن الأخبار الأخيرة تركزت على مستقبل البرازيلي الآخر رودريغو غوس، واحتمالية رحيله، إلا أن المعطيات على الأرض قد تُفضي إلى خروج مفاجئ لفينيسيوس جونيور، إذا استمرت حالة الجمود في ملف التجديد.
بيريز لا يُجامل، مهما بلغ حجم النجم أو تأثيره، حين يتعلّق الأمر بـنظام الأجور المنضبط. وبين التاريخ الذي لا يرحم، واللحظة التي تُعاد بصيغة أخرى، يبدو أن مسلسل الصيف الحاسم في مدريد قد بدأ… والبطل هذه المرة اسمه فينيسيوس.