سكينة الفضايلي لـ “عبّـر.كوم”: دور الشباب فضاء لخلق النقاش بين الأجيال واليوم أصابتها الشيخوخة

الأولى كتب في 23 مايو، 2019 - 02:08 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

حاورتها: عزيزة العسال

 

 

دور الشباب في المغرب كانت إلى عهد قريب مؤسسة منتجة، أعطت الكثير من الفنانين في مجالات متعددة، وتخرج من بوابتها عمالقة الفن، ففي مساراتهم وفي سردهم لخريطة تكوينهم كثيرا ما يتوقفون عند مرحلة الولوج والتأطير بدور الشباب، فما دور الأخيرة اليوم في مجتمعنا المغربي؟ وهل لا تزال المؤسسة تغري بانخراط الشباب وتصاحبهم في مسار حياتهم الطفولية والشبابية؟ أسئلة وأخرى طرحتها جريدة “عبّــر.كوم” على الفنانة المغربية سكينة الفضايلي للخلوص بلمحة عن دور الشباب في سك مسار الفنان المغربي.

 

تحدثي لنا عن أول مرة حضرت نشاط بدار الشباب؟ ما هو نوعه ؟ كم كان سنك؟ وما هو إسم دار الشباب التي كنت تنشطين بها؟

 

  • أول حضور لي في دار الشباب كان عندما كنت أدرس في المستوى الابتدائي في عمر 8 سنوات، كنت أنشط في دار الشباب بمدينة أصيلة مع جمعية اللقاء المسرحي التي كان يترأسها الأستاذ محمد عنان ومجموعة من الأسماء الأخرى من بينهم محمد ضافر، وعبد الإله فؤاد، ومن بين الأنشطة التي كنت أقوم بها في دار الشباب المشاركة بأعمال مسرحية ضمن المسرح المدرسي.

 

هل كنت تحضرين باستمرار الأنشطة وتواظبين عليها؟

 

 

  • كنت أحضر باستمرار الأنشطة التي كانت تقام بدار الشباب بأصيلة، كان ذلك كل يوم أحد، أحضر حصة المسرح في الصباح في حين أشارك في أنشطة الكشفية الحسنية في المساء.

 

هل كان لدار الشباب تأثيرا إيجابيا على مسارك الفني؟

 

  • طبعا دار الشباب هي بمثابة الشعلة الأولي التي استطاعت تهديبنا وتأطيرنا، دار الشباب هي المؤسسة التي جعلتني أؤمن بحلمي في أن أصبح فنانة، رفقة مجموعة من الأصدقاء على سبيل المثال الفنانة نورة الصقلي، والفنان ياسن اسبويا وآخرون.

 

 

 ما هي الأنشطة التي كانت تقوم بها دار الشباب؟

 

  • من بين الأنشطة التي كانت تقوم بها دار الشباب أصيلة بالإضافة إلي المسرح والرياضة والرسم، وإلى جانب ذلك كان تقدم دروس الدعم والتقوية في جميع المواد ولجميع المستويات، كما كانت تعد مقرا لأنشطة بعض جمعيات المجتمع المدني، وكذا الجمع التأسيسي لبعض هذه الجمعيات بحضور رجال السلطة.

 

 

 من بين أدوار التي كانت تقوم بها دار الشباب استثمار الوقت الحر للشباب والأطفال بما يعود بالنفع، هل مازلت تقوم بهذا الدور؟

 

  • لا أعتقد ذلك، لان دار الشباب أصيبت بالشيخوخة وأصبحت جدرانها في حالة سيئة، لم يعد ما كان يسمى بالمسرح المدرسي، وأصبحت أنشطتها معدودة، أما بخصوص التأطير التي كانت تقوم به دار الشباب لفائدة الأطفال والشباب من أجل كبحهم عن الانحراف فبات ضعيفا إلى منعدم.

 

 

هل مازالت في رأيك دور الشباب مؤسسات للتكوين وصقل المواهب أم أصبحت مجرد مؤسسات للزينة؟

 

  • لا تشكل دار الشباب حاليا حتى مؤسسة للزينة، لا أعرف ما السبب في تغيب دورها مع العلم أنها توجد وزارة خاصة بالشباب، بالنسبة لي لا أعرف أين يوجد الخلل؟

 

 

مع تراجع الدور الذي كانت تضطلع به دور الشباب في المغرب، ما هي في نظرك أبرز المشاكل التي بات يتخبط فيها الشباب والأطفال؟

 

  • الطفل والشاب في الوقت الراهن يريد أن يؤطر نفسه بنفسه دون حتى أن يعرف مفاتيح شخصيته، ودون امتلاك ميكانزمات التأطير.

 

  • في وقتنا كانت المدرسة عاملا مشجعا للأطفال لولوج دور الشباب، حيث كانت المدرسة تقيم مهرجان المسرح المدرسي الأمر الذي يحيلنا بالضرورة إلى دار الشباب من أجل التأطير، وبنبرة من الحسرة استرسلت الفنانة، “دار الشباب كانت مؤسسة عامة لا تكلف الكثير من المال بينما حاليا إذا أردت أن تسجل أطفالك في نادي ما فأنت مضطر إلي أن تؤدي نصف أجرتك من أجل ذلك، مضيفة أنه “في غياب الدور الذي كانت تلعبه دار الشباب، أصبحنا أمام شباب يعاني من عدة مشاكل نفسية اكتئاب، إدمان، التطرف الديني، خاصة مع التطور التكنولوجي والدور السلبي الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

أتمنى عودة قوية لدور الشباب في المغرب لأنها تخلق التوازن في المجتمع، إضافة إلى أنها تخلق نقاشا بين عدة أجيال.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع