سعيد السالمي.. فساد الأحسن هو الأسوأ

الأولى كتب في 21 يناير، 2020 - 13:00 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

محمد بن حساين-عبّر

 

 

فساد الأحسن هو الأسوأ، مثالا انجليزي شهير يعبّر عندما يفقد أهم هبة ربانية تميزه عن باقي مخلوقات الكون، و هذه الهبة الربانية هي العقل، فالانجليز يعتقدون أن أسوأ شيء يمكن أن يحدث للإنسان هي أن يفقد أحسن ملكة عنده و هي ملكة العقل التي قال عنها ديكارت  أنها أعدل قسمة بين الناس.

 

 

مناسبة الحديث في هذا الموضوع، هو تلك الخرجات غير الموفقة التي دأب المدعو، حسن لطيف الملقب بسعيد السالمي، الذي يقدم نفسه أو يقدمه بعض المتنطعين على أنه خبير جيوستراتيجي، دون أن يعرف أحد كيف اكتسب هذا اللقب و أي أبحاث إستراتيجية قدمها للبشرية.

 

كل ما في الأمر أن هذا الرجل يعيش، ما يطلق عليها علماء السايكولوجيا بالاضطراب الوهمي، أو مرض الوهم والتخيلات، و المصاب بهذا المرض لا يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي مما هو متخيل، وعادة ما يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من أوهام غير غريبة والتي تنطوي على حالات يمكن أن تحدث في الحياة الحقيقية، لذلك فالرجل يحدثنا في كثير من الأحيان، عن أحداث ووقائع متخلية لا تمت للواقع بصلة، كما أن خرجاته تؤكد أن الرجل يعيش عقدة  الدونية و التي يستعيض عنها بالحديث عن علاقاته بأناس مهمين ينقلون له ما يجري في الاجتماعات السرية داخل و خارج أرض الوطن.

 

 

فالرجل يتفاخر في أبحاثه الإستراتيجية التي لا ينشرها إلا على الفضاء الأزرق، مادامت كبريات المجلات العلمية لا ترقى لمستوياته المعرفية، بأنه ينقل معلوماته عن مصادر أمنية رفيعة أو شخصيات نافذة، حتى وصل به الوهم و التغليط إلى حدود الحديث عن لقاءات الملك محمد السادس مع أجهزة مخابرات خارجية.

 

 

لكن يبقى أطرف شيء تفتق به خيال هذا العلامة البحر الفهامة هو ما أورده من أن  الملك محمد السادس طلب من ديوانه البحث عن خليفة للجنرال، أحمد الحرشي، مباشرة بعد اجتماع دعاه إليه الراحل جاك شيراك في فرنسا مع مسؤولي المخابرات الداخلية الفرنسية دجنبر 2005، و لكن لأنه خبير استراتيجي فوق العادة فقد فاته أن الملك محمد السادس، كان قد عين، ياسين المنصوري، خلفا للجنرال الحرشي، على رأس المديرية العامة للدراسات قبل ذلك بكثر.

 

 

خلاصة القول بخصوص هذا الموضوع، هو أن هذا الرجل واحد من ثلاثة، إما هو رجل يبحث عن الشهرة كيفما اتفق، و بالتالي فهو يهرف بما لا يعرف فقط من أجل شد الانتباه إليه، و إما أنه فعلا يعاني من أعراض الاضطراب الوهمي، و بالتالي عليه أن يدخل مصحة للعلاج النفسي، حتى يتخلص من أوهامه و هذياناته التي لازمته منذ مدة ليست بالقصيرة، و أما الثلاثة، أن هناك من يحرك هذا الرجل من وراء حجاب مثل الدمية، و بالتالي فهو يكتب و يقول و يردد ما يقال له تماما بالدفع المسبق، كالحمار يحمل أسفارا، في تغييب كامل لقواه العقلية و الإدراكية، و صدق الانجليز عندما قالوا فاسد الأحسن هو الأسوأ.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع