زيان، القذافي، سكيرج، تراجيديا النهايات المهينة

الأولى كتب في 18 يناير، 2021 - 16:08 تابعوا عبر على Aabbir
محمد زيان
عبّر

محمد بالي ـ عبّر 

 

 

قد يتساءل البعض عن سر الجمع بين ثلاث شخصيات متناقضة في عنوان واحد، غير أن التحليل النفسي للشخصيات يعرف أن ما يربط بين هذه الأسماء هو مرض تضخم الأنا المفرط، الناتج عن النرجسية أو جنون العظمة كما يسميه علماء النفس العرب، وهو ما أصبح ينطبق حاليا على حالة محمد زيان الوزير السابق، والنقيب السابق ورئيس الحزب السابق، كما أن حالته المرضية تعدت الصراع مع المسؤوليين الحاليين والمؤسسات الحاضرة، الى الصراع مع الزمن والكون والطبيعة، وهو نفس المرض الذي أصيب به الفراعنة عندما كانوا يستعملون مواد التحنيط ويدفنون مع الأساور الذهبية بحثا عن الخلود في المناصب والمراكز وتفاديا أو هروبا إلى الأمام من مقولة المسؤول الأسبق أو السابق.

إن المتتبع للكلمة التي ألقاها محمد زيان بعد كل ما وقع في حزبه من حراك تصحيحي وقرارات للمجلس السياسي بتجميد انشطته، والاستعدادات على قدم وساق لعقد المؤتمر الاستثنائي لانتخاب رئيس جديد، تؤكد أن الرجل لم يستوعب بعد كل هذا ولا يريد التصديق ان الحزب بكامله قد التف حول اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وهو نفس شعور القذافي في آخر كلماته الشهيرة من أنتم، وخطاب زنكة زنكة.

تحدث زيان في كلمته الاخيرة عن مخاطر قرار مقاطعة الانتخابات واعتبرها خطة من قوى الفساد، لكنه نسي أو تناسى أنه نفسه قرر مقاطعة الانتخابات الجماعية والتشريعية في 2016 بعد ان كان قد قرر خوضها في تحالف ثلاث احزاب سمي بالرافضون مع حزب العهد الديموقراطي وحزب التجديد والإنصاف، ويا ليت ان السبب نضالي او معقول، ولكنه نزاع شخصي بينه وبين الوزاني وأشهبار حول طريقة توزيع الدعم العمومي الذي تقدمه وزارة الداخلية للأحزاب في الانتخابات بعد ان رفض زيان تقاسم حصته مع الاحزاب الأخرى.

وبنفس الحالة الجنونية والحيل الصبيانية التي ظهر بها صديقه الحميم البشير سكيرج عقب الفيديو القذر الذي فضح أفكاره الحقودة والمريضة على العرش والملكية، وهو يعتذر ويدعي المرض والخرف ليتهرب من العقوبة بعدما استشار صديقه في كيفية الخروج من الورطة، ظهر زيان البارحة وهو يحاول بنفس الطريقة الهروب الى الامام من فضيحة الفيديو الفاضح وهجومه الثابت على المؤسسات دون دليل، التذاكي على وزارة الداخلية بحيل قديمة بالقول أنه سيترشح للانتخابات في محاولة فاشلة لطلب استمراره في قيادة الحزب الى ما بعد الانتخابات مقابل قبول السقوط الانتخابي.

لكن ورغم هذا وذاك وكل محاولات التشبث الفاشلة وكل المناورات التي أثبت الزمن والطبيعة أنها أقوى من إرادة البقاء وان التغيير والرحيل قادم لا محالة، فلا خطاب الجرذان انقذ القذافي من أيادي شعبه التواق الى الحرية، ولا استجداء سكيرج أعفاه من سخط المغاربة على قلة أدبه، ولا كلمة زيان حول الفيضانات والمقاطعة وإنكار المؤتمر الاستثنائي ستخرجه من ورطته.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع