ريان.. طير من طيور الجنة أعطى للجميع درسا في الإنسانية والتآزر

الأولى كتب في 6 فبراير، 2022 - 01:10 تابعوا عبر على Aabbir
الطفل ريان
عبّر ـ ولد بن موح

ولد بن موح-عبّر

 

ربما لم يحدث أن تعبأ المغاربة من أجل إنقاذ فرد منهم كما فعلوا في محنة الطفل ريان، الذي سقط في بئر منزلهم، بدوار إغرم بجماعة بدوار إغران التابعة لجماعة  تمروت بإقليم شفشاون، ومكث فيه لمدة خمسة أيام وأربع ليالي، قبل أن تصل إليه يد المنقذين.

محنة الطفل ريان وأسرته استأثرت باهتمام عالمي منقطع النظير، حيث عبرت جل شعوب العالم تضامنها مع أسرة الطفل والشعب المغربي بصفة عامة، حتى أنا جريدتنا توصلت عبر بريدها وعبر صفحتها على وسائط التواصل الاجتماعي، بعشرات الرسائل التضامنية من مختلف البلدان العربية وحتى بعض البلدان من خارج الدائرة العربية والإسلامية، مما يدلل مدى التأثر الذي يشعر به كل عن محنة “طفل الجب”.

فما معنى أن ترتجف قلوب سكان المعمور، من أجل طفل سقط في بئر في دوار صغير بجماعة نائية، وتلهج ألسنتهم بالدعاء له كل حسب عقيدته، وتذرف أعينهم الدمع عند سماع خبر وفاته، ويرسلون عبارات الحزن والمواساة..إنها قيم الإنسانية في أبهى تجلياتها، أنه المغرب الذي يعطي الدروس والمواعظ في كل وقت وحين، إنه الملك محمد السادس ورعاياه الأوفياء الذين وقفوا دائما جنبا إلى جنبا في السراء والضراء وحين البأس.

ريان..طير من طيور الجنة أعطى للجميع درسا في الإنسانية والتضامن والتآزر في وقت الشدة، ولا شك أن الله اختاره إلى جواره، ليكون لنا آية وتكون ذكراه نبراسا لمن عاشوا بعده يهتدون بالقيم التي عاشوها لخمسة أيام في حياته، وسيعيشونها ما شاء الله أن يعيشوا في هذه الدنيا.

نعم مات ريان، لكنه بعث فينا إنسانيتنا، ووحد بين قلوبنا وألف قلوب العالم نحوه أولا ونحو بعضهم البعض ثانيا، لقد كانت هذه رسالته في الدنيا أداها كما أراد الله عزو وجل، فهنيئا لأبويه بابنهم طائرا في جنان الرحمن، ويلبسهم يوم القيامة تاج الكرامة عندما يلحقون به عند الحي الذي لا يموت.

رحل ريان عن الدنيا، لكنه باق في قلوبنا ما حيينا، و لله ما أعطى و لله ما أخد.

فاللهم تقبله قبولا حسنا و اجبر خاطر والديه يا جبّار،

انا لله و انا اليه راجعون ..

شكرا لكل من ضحى من أجل ريان…

شكرا لكل من عمل لانقاذ ريان…

شكرا لمن دعا لريان…

شكرا لجميع المتضامنين…

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع