رفع الحجر..غياب رؤية موحدة وتباين التصريحات يزيدان من المعاناة النفسية للمغاربة

الأولى كتب في 3 يونيو، 2020 - 11:30 تابعوا عبر على Aabbir
رفع الحجر
عبّر

زربي مراد ـ عبّــر

 

 

يعتبر الحجر الصحي المفروض على أكثر من مليار شخص حول العالم بسبب جائحة كورونا، إجراء استثنائيا وغير مسبوق، عمل على تقييد الحريات الفردية والتسبب في ضغوط نفسية ناجمة عن العزل في المنازل.

 

 

وقد يكون المكوث في المنازل في الحجر الصحي أو في عزلة أمرا مليئا بالصعوبات والضغوط، ومن الطبيعي أن يشعر المرء بالقلق أو التوتر أو الانزعاج أو أن تواجهه صعوبات في التركيز أو صعوبات في الخلود إلى النوم.

 

 

هذا الوضع غير المسبوق المتأتي من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي انطلق من الصين نهاية 2019، ليس أمرا سهلا ولا موضوعا يستهان به، إذ تسبب في مشاكل نفسية للعديد من الأشخاص، الذين فشلوا في التعاطي بشكل إيجابي مع هذا الظرف.

 

 

كما ظهرت تأثيرات الحجر بصورة خاصة على الأطفال والمراهقين، الذين سرعان ما انقطعوا عن مدارسهم، وحرموا التنزه واللعب في الخارج مع الأصدقاء، وفقدوا الكثير من ممارساتهم اليومية، في مقابل التحول إلى رتابة البيت والتعليم عن بعد، والنشاطات المنزلية الروتينية.

 

 

ويجمع الأخصائيون في الصحة النفسية على أن الحجر يشكل بالنسبة للأطفال تغيرا في نمط الحياة غير مألوف، وغير مفهوم، تكون نتيجته ظهور سلوكات انفعالية وعدوانية لديهم يصاحبها ظهور ردود أفعال تمردية، وتزيد الأحوال سوء في البيوت التي تشهد علاقات متوترة أو خلافات بين الزوجين.

 

 

 

وما يزيد من المعاناة النفسية للأطفال والمراهقين خصوصا والمغاربة عموما، عدم وضوح الحكومة في تدبير جملة من الملفات العالقة بسبب أزمة “كورونا” والتي ينتظرها عموم المواطنين ومنها والحجر الصحي.

 

 

 

ويلف الغموض مسألة الحجر الصحي، لغياب رؤية موحدة وتصور واستراتيجية لما بعد 10 يونيو، موعد انتهاد التمديد الأخير لحالة الطوارئ الصحية الذي أقرته الحكومة، وهذا ما تؤكده تصريحات متباينة لأعضاء من الحكومة حول الموضوع.

 

 

وكمثالا على هذه التصريحات المتضاربة ما قاله وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين،اليوم الثلاثاء، من أن كورونا مازال انتشاره مستمرا، ما يجعل رفع الحجر الصحي أمرا غير ممكن، وقرار تخفيفه أو الإبقاء عليه مؤجل إلى 10 يونيو الجاري.

 

 

وبالمقابل، قال وزير الصحة، خالد آيت الطالب، الخميس الماضي، بمجلس النواب في اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية، حول حصيلة المرحلة الأولى من الحجر الصحي، وتقييم استراتيجية وزارة الصحة لمكافحة فيروس كورونا، أن مؤشر انتشار الفيروس (RO) انخفض إلى 0.76 وطنيا، فيما ارتفعت نسبة التعافي و انخفاض أعداد الوفيات.

 

 

وأكد آيت الطالب، أن مختلف المؤشرات الواجب توفرها من أجل بدء رفع الحجر الصحي بدأت تتحقق، بما في ذلك مؤشر سرعة انتشار الفيروس (R0) الذي وصل اليوم إلى 0.76، معلنا في في هذا الإطار أن المغرب تجاوز مرحلة الذروة.

 

 

هذا في الوقت الذي زكى فيه سعيد أمزازي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، طرح وزير الصحة، عندما قال فؤ تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك، أن المغرب يشهد انخفاضا ملحوظا في عدد الإصابات وفي الحالات النشطة٬ مما يبشر ببوادر اندثار هذا الوباء.

 

 

ومن شأن إقرار التمديد في الحجر الصحي لما بعد 10 يونيو، أن يضع الحكومة في مرمى الانتقادات من لدن كثير من المغاربة الذين ينتظرون حلا يخرجون به أبناءهم من سجنهم وعزلتهم، بالإضافة إلى مواجهة غضب رجال الأعمال وأصحاب المهن الحرة وصغار التجار والأعمال اليومية، الذين يطالبون بتخفيف إجراءات الحجر أو إنهائه حتى يتسنى لهم العودة لمباشرة أعمالهم، ليبقى السؤال كيف ستجد حكومة العثماني مخرجا للمعضلة وهي تخشى من أن يهدد هذا السيناريو، جهودها في السيطرة على فيروس “كورونا” ومحاصرته، ويساهم في المزيد من تفشي الوباء؟

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع