ربيع الجزائر و خريف البوليساريو

الأولى كتب في 7 مارس، 2019 - 16:01 تابعوا عبر على Aabbir
الانفصالي إبراهيم غالي
عبّر

رضوان جراف-عبّر

 

لم يكن أكبر المتفائلين من أبناء الشعب الجزائري المقهور، ينتظر أن تكون المسيرة الصغيرة التي شهدتها مدينة خراطة الواقعة بالقرب من مدينة بجاية، السبت 16 فبراير 2019، ضد ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، تلك الشرارة التي  ستؤذن بانطلاق المسيرات في جميع ربوع التراب الجزائري، بمشارك  جميع الشرائح الاجتماعية.

 

فالحراك الذي تفجر من “خراطة”، و سمع صداه في جميع أصقاع البلاد، هو نتاج لمسلسل من القهر الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي الذي مارسته الجماعة المتحكمة في مقدرات البلاد و العباد منذ مدة، و الذي أدى بالشعب الجزائري الشقيق و الأبي إلى هذه الوضعية الكارثية التي اصبح معها الشباب يفضل مواجهة الموت على البقاء في ظل هذا النظام.

 

و لم تتوقف الجماعة عند هذا الحد، بل أمعنت في إهانة الشعب الجزائري، و ذلك من خلال الإصرار على أن يتولى منصب رئيس الجمهورية، شخص مقعد لا يستطيع حتى قضاء حاجته بدون مساعدة، كل هذا لكي تحافظ على مصالحها المتمثلة في نهب و سرقة أموال الشعب الجزائري، و هو الأمر الذي خرج ضده هذا الأخير ليقول كفى من الإهانات و كفى من حياة الذل و الفقر و القهر.

 

و إذا كان الحراك قد أربك حسابات الجماعة و من يدور في فلكها، فإن حال قيادات جمهورية تندوف الوهمية لا يسر عدو و لا صديق، و ذلك لأنهم يعلمون أن المساس بالنظام المتحكم في الجزائر هو إعلان ضمني بنهاية حلمهم و اندثار دعوتهم، خاصة و أن الشعب الجزائري و معه عدد من القوى السياسية الحرة لم تكن أبدا راضية على الدعم المالي و السياسي غير المشروط الذي كانت تقدمه الجماعة لقيادات الجبهة الانفصالية.

 

فبعد النكسات التي عاشتها الجبهة الانفصالية داخل القارة الإفريقية و خارجها، جاءت القشة التي ستقسم ظهر البعير، و لكن هذه المرة من الداخل، فالشعب الجزائري التي طالما زعم المرتزقة زورا أنه يحتضنها، يعتبر الجبهة الانفصالية جزء و مظهر أساسي من منظومة الفساد التي تعتري الساحة و تساهم في إهدار مقدرات البلاد بلا نتائج منتظرة، سوى الإساءة إلى جار تجمعه معهم روابط اللغة و الثقافة و الدين و الدم.

 

إن الحراك الذي تشهده الجارة الشرقية، لا بد و أنه نهاية عهد و بداية عهد جديد، ليس فقط بالنسبة للشعب الجزائري، و لكن أيضا لمنطقة المغرب العربي و شمال إفريقيا، فالأسابيع القادمة ستكون نقطة فاصلة في مستقبل المنطقة، خاصة أذا تم احترام إرادة الشعب و تمت الاستجابة إلى مطالبه المشروعة، و التي يعبر عنها بطريقة حضارية و سلمية منقطعة النظير.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع