ربورتاج: رياض الأطفال..رسائل نبيلة يقابلها أجور زهيدة وعناء المربيات

منوعات كتب في 29 سبتمبر، 2019 - 18:45 تابعوا عبر على Aabbir
رياض الأطفال
عبّر

فؤاد جوهر ـ عبّــر

 

 

شكلت الكتاتيب القرآنية الى حد قريب، وعبر عقود من الزمن، أحد المحاور الأساسية المعتمدة في تكوين شخصية الطفل ومنهلا رئيسيا لتعلم مبادئ التربية اﻹسلامية، وحفظ القرآن الكريم الذي أسس للناشئة المغربية مدرسة خاصة وفريدة من نوعها لها أسلوبها المميز في تأسيس اللبنة الأساسية للعلم والمعرفة في مراحل التعليم النظامي.

و مع مرور الزمن، أثبتت الدراسات أن المراحل الأولى والتمهيدية، وكذا الملتحقين برياض الأطفال، يمتلكون امكانيات أفضل للتحصيل المعرفي، ومؤهلات تستفيد منها قدراتهم الذهنية، حيث يتأقلم الطفل بكل سلاسة، مع عالم التمدرس، مستفيدا بحمولته التمهيدية في رياض الأطفال.

 

ويوجد العديد من المعلمات والمربيات في رياض الأطفال، يمارسن العديد من الأنشطة “المرهقة” التي تحفز الأطفال وتشجعهم على تعلم القراءة والكتابة، الى جانب اكتساب مهارات السلوكيات اﻹجتماعية، ويساهمن في ازالة الخوف والتوتر جراء اﻹبتعاد عن الأهالي.

جريدة “عبر”، تمكنت من ولوج أحد مؤسسات رياض الأطفال بزايو اقليم الناظور، حيث فتحت لنا مؤسسة “البراءة” أبوابها بصدر رحب، وتحدثنا فيها مع أحد المدرسات اللائي قضين مدة تزيد عن 6 سنوات في هذه المهمة النبيلة.

تقول الأستاذة “نوال”، نستفيد حقا من دورات تكوينية وبيداغوجية مهمة للغاية، ويعود رصيدها باﻹيجاب لفائدة الناشئة، خصوصا أنها في الغالب تكون مؤطرة من أساتذة لهم باع طويل في هذا المجال، غير أننا تضيف الأستاذة نعاني اكراهات مادية، وأعمل معلمة لروض الأطفال بدون كلل ولا ملل، لأني أحب المهنة بكل صراحة، رغم أن المهنة صعبة ومنهكة للغاية، بحكم التعامل مع أطفال صغار، تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات الى غاية 5 سنوات.

 

معاناة حقيقية وتعب مضن، هو القاسم المشترك الذي يقتسمه جميع المربيات والمعلمات في رياض الأطفال، رغم المجهودات والرسائل النبيلة المقدمة للأجيال الصاعدة.
زميلتها “كوثر” تحدثت لجريدة “عبر” بنبرة حزينة، وكيف لا، وهي شابة حاصلة على شهادة اﻹجازة في الأدب العربي، ولم تنل حظها من الولوج الى عالم الشغل ليدر عليها أجرة شهرية محترمة، كباقي زميلاتها في الدراسة، بدل اﻹشتغال بروض أطفال كمدرسة بمبلغ زهيد لا يكفيها حتى لأمورها الشخصية.

عرجنا مرة أخرى الى روض آخر في حي يمكن ادراج تواجده ضمن الأحياء الهامشية بالمدينة “اليتيمة”، واكتفينا بالتحدث مع معلمة اشتغلت به لمدة تزيد عن ثلاث سنوات خارج الروض، وصرحت بصعوبة المأمورية، والتي اعتبرتها ضمن منطوق “السهل الممتنع”، حيث قالت ” الصراخ والبكاء وصعوبة اﻹنضباط، والضغوطات العائلية، تولد مسؤولية جسيمة اتجاه الأطفال الصغار”، وأكدت لنا بأن الناشئة، هم امل المستقبل حيث نسهر على تعليمهم الأبجديات الأولى في الكتابة والقراءة والرياضيات والقرآن.

“سهيلة” وهو اسم مستعار من ذات المؤسسة، تقاسمت معنا الحديث، وأوردت أنه رغم المجهودات المبذولة، فإن الأجرة التي تتحصل عليها في آخر الشهر لا تكفي حتى لمصروف الجيب، و تضيف أن كل ما في الأمر أنهم “يستغلون وضعنا الهش، فتقريبا كل الزميلات، واللائي يشتغلن برياض الأطفال، وأعرفهم عن قرب لا تتعدى أجورهم 500 درهم، أو 1000 درهم في أحسن الأحوال اذا راكمت المعلمة خبرة السنين في هذا المجال التنويري”.

 

 

 

ورغم أن الرسالة نبيلة وعدد المسجلين بالمؤسسة التي أشتغل بها يفوق المائة، فلا حقوق لدينا، ولا حتى عقد يربطنا بصاحب الروض، وهذه هي السمة الغالبة على كل رياض الأطفال بأغلب مدن المملكة.

جولة جريدة “عبّــر.كوم” مكنت من تسجيل غياب الرقابة، وتدني الأجرة الشهرية لدى أغلب العاملات في رياض الأطفال، رغم المجهودات المبذولة لصالح نواة المجتمع وامل الغد، غير أن اﻹستمرار ومواصلة تجاهل حقوقهن وعدم المراقبة، سيجعل من الناشئة الصاعدة التي هي عماد المجتمع، تعيش أجواء غير صحية، وبعيدة عن نبل الرسالة المتوخاة من هذه المؤسسات، نتيجة تذمر المربيات من حجم الشقاء والتعب المبذول في ظل عدم التقدير والعرفان.



شاهد ايضا:

 

كلمات جد مؤثرة من الملك محمد السادس في حق الراحلة أمينة رشيد

التفاصيل الدقيقة… عن ‘القميص العربي’ للملك محمد السادس

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع