دنيا وعدنان الفيلالي.. معاديان للسامية يطلبان اللجوء ببلاد الأنوار

الأولى كتب في 7 يناير، 2022 - 13:45 تابعوا عبر على Aabbir
الفيلالي
عبّر

محمد بالي ـ عبّر 

 

لم يعد خافيا على أحد، أن جزء من الإعلام الفرنسي يحاول استهداف المملكة المغربية بعدد من المواد الصحافية المسيئة. لم يعد مثيرا للاستغراب متابعة مقالات مكتوبة وربورتاجات تلفزيونية مخدومة في صحافة فرنسا، تحاول أن ترفع من شأن بعض الأشخاص ممن لا شأن لهم. أشخاص يدعون تحولهم بين عشية وضحاها، “لمعارضين سياسيين” عبر بوابة “يوتيوب”، في محاولة يائسة للتغطية على تاريخهم المليء بالنصب والاحتيال ونهب الأموال، كما هو حال دنيا وعدنان الفيلالي. ونحن هنا ننقل أخبار صحيحة للقارئ بالاستناد إلى شهادات حية، ولا نرمي الكلام على عواهنه، كما يقوم بذلك هؤلاء “المناضلون الذي لا يشق لهم غبار”.

صحافة فرنسا وعقدة المغرب

ما الذي يحرك الصحافة الفرنسية ضد المملكة المغربية كل مرة؟ ما الذي جعلها تخصص تغطيات متواصلة لاتهام بلادنا باستخدام “بيغاسوس” خلال فصل الصيف الماضي؟ وما الذي يجعلها اليوم، تفرد تغطيات إعلامية للكوبل دنيا وعدنان الفيلالي وتقديمهما على أنهما “معارضان” للدولة المغربية، واعتبارهما طالبان للجوء السياسي في بلاد الأنوار؟

الإجابة عن هذا السؤال، تحتمل إجابتان لا ثالث لهما. الأولى وهي أن هذه المواد الصحافية، ما هي إلا وسيلة للضغط على المملكة المغربية، من أجل أن تغير سياستها الخارجية. فالرباط لم تعد تقبل، إلا المعاملة بالمثل، ولا تقبل أن تنظر إليها دولة أوروبية معينة، بكونها حديقة خلفية لأحد. وبالتالي فنحن هنا نكون إزاء استخدام فرنسي سيء لورقتي الإعلام وحقوق الإنسان من أجل الضغط على المملكة المغربية، أو من أجل كبح مسار تطورها. سيناريو فرنسي محكوم عليه بالفشل، لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار التطورات الهائلة في السياسة الخارجية المغربية، والتي يستحيل معها اليوم فرض أجندات معينة على الرباط. ولنا في هذا السياق، ما لا يعد ولا يحصى من الأمثلة. وبالتالي، فإن “الكوبل” الفيلالي لا يكون في هذه الحالة سوى دمية يحركها أحدهم وراء الستار ويستخدمها عند الحاجة، وسيرمي بها في أقرب سلة مهملات عندما يقضي غرضه منها.

أما الإجابة الثانية، فتتجلى في كون بعض القائمين على الإعلام الفرنسي وبعض صحافييه، مازالوا يحنون إلى فترة الحماية. هؤلاء الصحافيون يعتقدون أن موقعهم، يسمح لهم بإعطاء الدروس في الحرية وحقوق الإنسان للشعب المغربي. وفي طريقهم هذا، يقدمون بعض “عبدة اللايك والبارطاج” على أنهم “معارضون”، ويرون أنهم يقدمون “خدمة” للشعب المغربي. والحال أنهم لو أرادوا (إن توفرت لهم النية الحسنة طبعا)، البحث جيدا فيما يعتمل داخل المشهد السوسيوسياسي، والحقوقي المغربي، بتنوعه وغناه الكبير جدا وتعدد مواقفه، لغيروا الصورة التي كونوها على المغرب.

صحيح أن بلادنا لم تحقق الكمال في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعرف العديد من الإشكاليات، ومازالت تنتظرها تحديات كبرى، إلا أنها بالتأكيد ليست “بدكتاتورية” كما يدعي كذبا وبهتانا “الكوبل” الفيلالي: دنيا وعدنان. باريس تعلم جيدا أن المغرب بلد مؤسسات، وهي التي أشادت في كثير من المرات بمساره الديمقراطي الاستثنائي في المنطقة. وما نموذج انتخابات 8 شتنبر إلا مثال حي، على رسوخ هذا النموذج. رسوخ يؤكده كون العديد من المعارضين، يقيمون في المملكة وعلى تراب بلدهم، ولهم كامل الحق في التعبير عن مواقفهم، حتى في الإعلام العمومي، فعن أي “ديكتاتورية” تتحدث دنيا الفيلالي وزوجها؟ وهل اختلطت عليها المملكة المغربية، بالنظام العسكري الجزائري الذي تتغنى دنيا بمقالاته التحريضية ضد بلادها؟

مغاربة أحرار في مواجهة “الخونة”

لا بد أن المتتبعين لشبكات التواصل الاجتماعي، سوف يلحظون أن عددا كبيرا من المواطنين، لم يعودوا يطوقون نشر الإعلام الفرنسي لصورة خاطئة عن المغرب، والترويج لأشخاص همهم فقط تحقيق “البوز” وتحويله لعدد مشاهدات تجلب لهم المال من “يوتيوب”. منذ الحملة الإعلامية المنظمة ضد المغرب واتهامها باستخدام برنامج “بيغاسوس”، انتفض المواطنون داخل وخارج أرض الوطن، ضد نشر الأراجيف على بلادهم. فوجدوا ضالتهم في شبكات التواصل الاجتماعي للتعبير عن تذمرهم وتشبثهم بمؤسسات دولتهم وفضح “الخونة والمرتزقة”. طبعا، الأمر لا يتعلق هنا بممارسة أي نوع من أنواع الرقابة على حرية الصحافة او على حرية الانتقاد المبني على معايير مهنية ويحترم أخلاقيات الصحافة.

مئات التعليقات على “تويتر” و”الفيس بوك” لمواطنين، ضد ما اقترفته الصحافة الفرنسية، والتي تناولت الموضوع انطلاقا من زوايا مختلفة. وسنشير هنا، إلى المعارض المغربي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، الضابط السابق مصطفى أديب، والذي فضح في تدوينات وتغريدات متفرقة، كيف تحصل دنيا الفيلالي على الأموال من “يوتيوب”، متهما إياها بمعية زوجها، بالنصب والاحتيال وبالعنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء. كما نشر أديب وعشرات رواد شبكات التواصل الاجتماعي، لصورة لها وهي تقوم بحركة معادية للسامية.

ولم يخف العديد من المغاربة استغرابهم من هذه المواد الإعلامية التي تروج للنكرات، وعبروا عن تذمرهم من منتحلي الصفات الذين يروجون للترهات والسب والقذف ضد مؤسسات الدولة المغربية. في حين قدم البعض آخر، أمثلة عديدة للمسار الديمقراطي والتنموي في بلادنا – رغم كل الصعوبات والعثرات-، وكيف أن المملكة المغربية أصبحت تحظى بموقع على الصعيد الدولي، تفنيدا لكل ما تفوهت دنيا مستسلم (اسمها الحقيقي)
أما عماد لكبير فقد فضح “الكوبل” بالأدلة والبراهين، وكشف كيف كانت دنيا الفيلالي تنصب على المواطنين في عمليات بيع هواتف ذكية مستخدمة أو مقلدة، بل نشر لها فيديو موثق تتفوه فيه بلفظ “عوازة”، والذي يحيل على موقف عنصري من الأشخاص المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء.

تقارير إعلامية مخدومة

في هذا السياق، ظل سؤال وجيه بعينه يردده العديد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي: ما هي القيمة السياسية والنضالية لدنيا مستسلم وعدنان الفيلالي، حتى يتم تسليط الضوء عليهما بهذا الشكل؟ وفي الواقع فإن هذا السؤال يستمد شرعيته من عشرات المؤشرات. من هي دنيا مستسلم ومن هو عدنان الفيلالي؟ هل هما معارضان سياسيان، أما فاعلان حقوقيان، أم صحافيان؟

الواقع أنهما لا شيء من هذا كله. فأن تكونا معارضا سياسيا، فهذا يفرض عليك التوفر على مشروع إيديولوجي وخط سياسي وتنظيم جماهيري. ولا نعتقد أن دنيا الفيلالي بمعية زوجها، يتوفران ولو بشكل جزئي، على أي شيء ما سبق ذكره. يكفي مشاهدة فيديوهاتهما على “يوتيوب”، للتأكد من سطحية ما يقدمانه، عبر تشبثهما بقاعدة “غير جيب يا فم وكول”.

أما أن ننعتهما بالفاعلان الحقوقيان، فهذا سيكون ضربا من الجنون. لأن الفاعل الحقوقي يكون ملما بقواعد الدفاع عن حقوق الإنسان، وبتقنيات الرصد والترافع، ويتحدث لغة تستند على المعايير والمواثيق الدولية، وهو ما لا تتوفر عليه لا دنيا العنصرية ولا عدنان المعادي للسامية والمساند لتنظيم حزب الله الإرهابي المدعوم من إيران.

ماذا بقي لنا؟ هل ننعتهما بالصحافيان؟ ربما لا نحتاج إلى تقديم إيضاحات كبيرة في هذا الإطار، لأنهما لا يمتان من قريب أو من بعيد بعالم الإعلام ولا بقواعد الصحافة ولا بأخلاقياتها.

إذن، على أي معيار اعتمدت وسائل إعلامية فرنسية من أجل استضافة “الكوبل” الفيلالي، وتقديمها بتلك الطريقة؟ هل الأمر يتعلق بعدد المشاهدات في “يوتيوب”؟ في هذه الحالة، نرى أنه من الواجب استضافة عشرات “اليوتوبرز” من المغرب ممن يحققون ملايين المشاهدات، أكثر بكثير من دنيا الفيلالي، التي تم تقديمها وزوجها وكأنها “مناضلة سياسية” فعلا، في الوقت الذي يخجل فيه المناضلون الحقيقيون الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الدفع بالبلاد، بشكل حثيث إلى التقدم.

في الواقع، فإن جريدة “ليبيراسيون” الفرنسية وقناة TV5 ، لم يتمكنا من تبرير سبب اختيارهما تسليط الضوء بذلك الشكل على دنيا وعدنان، لأن الصحافي يجب أن يبرر اختياره أمام المتلقي في هكذا حالات في نص مقاله أو تعليقه. هذا، على مستوى الشكل، أما على مستوى المضمون فإنه كان من الواضح أن الصحافيين المعنيين بهذه التقارير، لم يحترما العمل الصحافي المهني. الربورتاج هو من الأجناس الخبرية التي يجب أن يلتزم فيها الصحافي بالحياد في تعليقه على الأقل وينسب الأحكام للمحَاور، في حين أنه في التقرير المكتوب في الجريدة أو في الربورتاج التلفزيوني المذكور، نجد فقرات كاملة للصحافي يتماهى فيها مع ما تقوله دنيا مستسلم أو ما يصدر عن زوجها عدنان الفيلالي، بل وتبني لكل ما يتفوه به بعض من مدعي “النضال” رغم فضائحهم المتكررة.

ويبقى الأهم في كل ما سبق، هو ربح معركة الرأي العام الوطني. إذ لم يعد المواطنون يصدقون التقارير، التي تأتي من الخارج أو من إعلام وجمعيات “ماما فرنسا”، وإنما بدأوا يكشفونها ويفضحون زيف بعضها دون أي مركب نقص. أما دنيا مستسلم وعدنان الفيلالي وأمثالهما، فالرأي العام يتعامل معهم بمنطق: “ما أسهل تسجيل الحلقات على “يوتيوب” حين يتعلق الأمر بنشر الهراء”، مهما حاول جزء من إعلام “الأنوار” نشر الترهات.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع