عبّر عدد من الشباب المشاركين في برنامج “متطوع” بجهة درعة تافيلالت عن استيائهم من الظروف التي يعيشونها خلال فترة مشاركتهم، خاصة فيما يتعلق بالإيواء والمعيشة، حيث أفاد بعضهم بأنهم ينامون داخل مؤسسة تعليمية (ثانوية) في ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من الراحة والكرامة، في ظل غياب تجهيزات أساسية مثل الفراش والوسائل الصحية الضرورية.
وأكد المشاركون، من مختلف الدورات، بمن فيهم أولئك الذين سبق لهم المشاركة في نسخ سابقة من البرنامج، أن الوضع متشابه لدى الجميع، وأن لا أحد يحظى بظروف أفضل، ما يجعل المعاناة جماعية وشاملة.
كما دعا هؤلاء الشباب الوزارة المعنية إلى التدخل العاجل من أجل تحسين ظروف الاستقبال وضمان شروط تحفظ كرامة المتطوعين، مؤكدين أنهم يمثلون نموذجًا لشباب اختار خدمة مجتمعه بعيدًا عن المصالح الشخصية.
وأعرب بعضهم عن امتعاضهم مما وصفوه بالتناقض الصارخ بين ما يُروّج له عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من صور وردية عن البرنامج، وبين الواقع اليومي الصعب الذي يعيشونه على الأرض، مشيرين إلى أن: “الناس كاتشوف صورة زوينة، ولكن الحقيقة مختلفة تمامًا”.
وفي هذا السياق، يطالب المشاركون بتوفير بيئة لائقة تحترم التزاماتهم وتقدّر مجهوداتهم، بدل الاكتفاء بالترويج الإعلامي للبرنامج، مؤكدين أن تحسين هذه الظروف لا يتطلب موارد خارقة، بل فقط إرادة حقيقية ومسؤولية تجاه شباب يؤمنون بالعمل التطوعي والمواطنة الفاعلة.