خطاب المسيرة..خطاب العزم و الحزم

الأولى كتب في 9 نوفمبر، 2020 - 12:15 تابعوا عبر على Aabbir
جلالة الملك
عبّر ـ ولد بن موح

 

رضوان جراف-عبّر 

لاشك أن حدث المسيرة الخضراء المظفرة، أصبح أحد المعالم الكبرى التي تميز تاريخ المغرب الحديث، بما تعبر عنه من معاني الارتباط التاريخي بين شمال المغرب و جنوبه من جهة، و عمق الروابط الروحية التي تربط بين العرش العلوي و الشعب المغربي من جهة ثانية، كما أنها أصبحت إحدى أهم السمات التي تميز الشخصية المغربية بين دول العالم، شخصية تتميز بالعراقة و الانضباط الحضاري و التعبئة الفطرية لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن.

 

الخطاب الملكي لهذه السنة بمناسبة الذكرى 45 لهذه المحطة التاريخية و المفصلية في تاريخ المغرب، و إن جاء في سياق يشهد فيه العالم معركة حامية الوطيس ضد تفشي وباء فيروس كورونا، فإنه السياق العام لا يختلف من حيث التعبئة الشاملة التي عبر عنها الشعب المغربي في مواجهة هذا الوباء، من خلال الالتزام الكبير بالتدابير الاحترازية الوقائية التي أقرتها المصالح الصحية بالمملكة.

 

من ناحية أخرى فالخطاب يأتي في سياق الأريحية التي يعيشها المغرب، كما أشار إلى ذلك الملك محمد السادس، بخصوص قضية الصحراء المغربية، التي تحقق للمغرب خلال السنوات الأخيرة، العديد من التطورات الإيجابية الهامة، إن على المستوى القانوني و الدبلوماسي، أو على المستوى التنموي و الاقتصادي.

 

فالمسيرة الخضراء بروحها المتجددة، حاضرة دائما و مستمرة بسميائها الرمزي، في كل المحطات الكبرى من تاريخ المغرب العامر، فالمشاريع الكبرى التي تنجز والعمران الذي يعم البلاد، و التمرات التي يجنيها العباد، ليست إلا تجل من تجليات هذه الروح التي تسري في أوصال الوطن من شماله إلى جنوبه.

 

و آخر تجليات هذه المسيرة، هي التي كشف الملك عن أهم معالمها، وهو ما تمثل في تحصين المكتسبات التي حققها المغرب في سياق دفاعه عن وحدته الترابية، وإقبار جميع المناورات التي حيكت وتحاك ضده في المحافل الدولية، خاصة داخل الاتحاد الأفريقي الذي كان إلى عهد قريب ألعوبة في يد بعض الأنظمة المعادية لأمنه واستقراره، وذلك من خلال عديد الاتفاقيات التي وقعها المغرب مع عدد من أصدقائه وجيرانه و أهمها اتفاقات ترسيم الحدود البحرية.

 

إلى ذلك شكل خطاب المسيرة، إعلان غير مباشر، عن بدأ مرحلة جديدة من مراحل الدفاع عن الوحدة الترابية، مرحلة وصفها الملك بأنها ستكون أكثر قوة و حزم في الرد على الاستفزازات التي تقوم بها بعض العصابات المعادية هنا و هناك، خاصة تلك التي ترتبط بما يقوم به قطاع الطرق من مليشيات البوليساريو على معبر الكركرات الرابط بين المغرب و موريتانيا، و الذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة لجيراننا في الجنوب.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع