حميد بلغيت لـ عبّر: منطق اليد الممدودة للجزائر كان دائما أحد ركائز الخطابات الملكية

الأولى كتب في 4 أغسطس، 2021 - 20:00 تابعوا عبر على Aabbir
المبعوث
عبّر ـ ولد بن موح

محمد لوريزي-عبّر 

أكد المحلل السياسي، حميد بلغيت، أن المبادرة الملكية تجاه الجزائر، جاءت في إطار مسار متواصل وليست استثناء أو منعطفا في هذا المسار، وذلك لأن حضور الجزائر في الخطابات الملكية، يشكل أحد الثوابت الموضوعاتية لهذه الخطابات، بهذه الدلالة وبهذا المنطق وبهذا المعنى المبني على مبدأ اليد الممدودة.

واعتبر بلغيت، في تصريح ل “عبّركوم”، أن اللغة التي تحدث بها الملك، لغة بسيطة مباشرة برسائل وأهداف واضحة، ولم يوجه رسائل مرموزة تحتاج إلى تفكيك، مشددا على أن الخطابات الملكية لم تكن في يوم ما منبرا للاستعداء أو توتير العلاقات مع المحيط الجغرافي للمغرب، بل العكس من ذلك كانت دائما تسعى إلى بناء علاقات تعاونية وليس علاقات خصام مع الجيران.
واعتبر، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن المبادرة الملكية بالأساس تأتي في سياق العمل بقاعدة “اللهم إني قد بلغت اللهم، اللهم فاشهد”، على اعتبار أن ضعف التفاعل من الطرف الجزائري مع هذه المبادرة صار قانونا تجريبيا في علاقات المغرب بالجزائر.

وفي هذا السياق، ذكر بلغيت، أن المبادرة الملكية الجديدة، سبقتها دعوات كثيرة بنفس النهج وبذات الضمانات والجدية، حيث سبق للملك في أحد خطاباته، أن ضمن دعوته تدابير وإجراءات عملية، من خلال الدعوة إلى إحداث لجنة للتنسيق البيني لطرح ملفات الخلاف، ومع ذلك لم يكن هناك أي تفاعل يذكر من الطرف الجزائري.

الخطاب الملكي، يقول المتحدث، جاء في إطار سياق خاص، وهو استدراك واستباق تداعيات بعض المواقف غير المحسوبة سبق وأن عبرت عنها الدبلوماسية الدنيا للمغرب، وذلك من أجل التأكيد على ثوابت الكلاسيكية للسياسة الخارجية للمملكة، حيث مثل الإقرار بحق تقرير المصير “للشعب” القبائلي زيغا عن الثوابت التقليدية للسياسة الخارجية المغربية.

وبالتالي فهذا الخطاب، حسب بلغيت، هاجسه الكبير هو إعادة التأكيد على ثوابت السياسة الخارجية المغربية، ولم يكن رهانه أن تتخذ الجزائر إجراءات عملية في إطار التعاون، وإنما هدفه رفع كل لبس أو تشويش يمكن أن يكون قد شاب هذه المبادئ والثوابت الرئيسة، وبالتالي فالخطاب هو طمأنة للطرف الجزائري بكون الموقف الأخير الذي عبر عنه السفير الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، لا يشكل توجها جديدا في السياسة الخارجية المغربية، لذلك فالخطاب أكد على أن المغرب مازال متمسكا بثوابته في التعامل مع الجيران، الذي يقوم على تعزيز استقرار والوحدة الترابية والتكامل الجغرافي والسياسي لدول الجوار.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع