حموشي ينقذ فرنسا من ورطة القاصرين

الأولى كتب في 26 ديسمبر، 2018 - 06:48 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

عبّر ـ الصباح

 

قادت تحريات رجال حموشي بباريس إلى “إنقاذ” المصالح الأمنية من ورطة تحديد جنسيات عشرات القاصرين وتلاعبهم بوثائق مزورة، وتحايلهم على القضاء لتفادي ترحيلهم.
وعجزت السلطات الفرنسية عن فك لغز “هوية” قاصرين مغاربة متورطين في قضايا السرقة والاعتداءات بالسلاح الأبيض، ما دفعها إلى وضعهم في مراكز تحت المراقبة، خاصة أن عددهم وصل إلى حوالي ستة آلاف قاصر مغربي يعيشون في الحدائق الفرنسية، وتسبب بعضهم في ارتفاع نسب الجرائم بباريس.

ويواجه الأمن الفرنسي صعوبة كبيرة في كشف الجنسية الحقيقية للقاصرين، خاصة أمام ضغط جمعيات حقوقية ترفض ترحيلهم، وتوجه انتقادات شديدة إلى الأمن الفرنسي لأنهم “ضحايا عنف أسري وشبكات الاتجار في البشر”، ما قادها إلى الاستعانة منذ مدة برجال حموشي من أجل تحديد هويتهم.

وصدرت، أخيرا، تقارير عن مهام الأمن المغربي في فرنسا، وكشفت أن الاشتغال مع القاصرين أدى إلى الوقوف على وقائع “صادمة”، فعدد كبير منهم ينفون علاقتهم بالمغرب لتفادي ترحيلهم، ويدعون أنهم من جنسيات دول تعيش الحروب، وآخرون أتقنوا لهجات دول تعيش فقرا مدقعا وآخرون تحدثوا عن وقوعهم ضحية شبكات الاتجار في البشر.

ومن أغرب ما صادف رجال الأمن المغاربة قصة مغربي يدعى “رشيد” اعتقل أكثر من مرة، وأدلى في كل واحدة منها بجنسية مغايرة، حتى وصل عدد الجنسيات إلى ثمان، في حين ظلت آخر يتشبث، طيلة وضعه رهن الاعتقال الاحتياطي، أنه من جنسية ليبية ويتحدث بلهجات قبائلها ويحفظ عن ظهر قلب أسماء المدن والمناطق، ما جعل المحققين الفرنسيين في حيرة من أمرهم.

ويستعين رجال الحموشي بخبرتهم في تحديد جنسية القاصرين بفرنسا، إضافة إلى إتقانهم تقنيات التواصل، إذ مكن البحث في ذاكرة هواتف محمولة ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة “فيسبوك”، من تحديد جنسية الكثير منهم، ناهيك عن أبحاث تجريها القنصليات المغربية عن العلاقات الأسرية للقاصرين.

وأهم تحد يواجه السلطات القضائية الفرنسية تحديد العمر الافتراضي للقاصرين المغاربة، فهناك مهاجرون سريون وصلوا إلى سن البلوغ القانوني، إلا أنهم ينفون الأمر، ويقدمون وثائق مزيفة، لذلك منح الفرنسيون كل الصلاحيات لرجال الأمن المغاربة للتأكد من صحة الوثائق. ويمارس رجال الحموشي أدوارا اجتماعية، ففي آخر أنشطتهم التحق فريق يتكون من ستة مساعدين اجتماعيين مغاربة، وأربعة رجال أمن بباريس التي تشهد وجودا مكثفا للقاصرين، واستمعوا إلى القاصرين، كما بحثوا عن حلول لمشاكلهم، وأبدوا استعدادهم لمساعدتهم في العودة إلى المغرب، إذا رغبتهم في ذلك.

وتتراوح أعمار القاصرين بين 9 سنوات و17 سنة، ويصل عددهم إلى المئات نجحوا في التسلل إلى فرنسا من خلال سفن الشحن من مليلية المحتلة إلى إسبانيا، ومنها عبر شاحنات إلى ضواحي باريس، ويتحدثون العربية والإسبانية فقط، وما زاد الوضع تأزما إدمانهم على المخدرات.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع