حسني لـ “عبّــر”: ظاهرة البحث عن الكنوز مرتبطة بالشعودة والأطفال “الزوهريين” يقدمون كقرابين

الأولى كتب في 1 أكتوبر، 2020 - 21:24 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

 

فؤاد جوهر ـ عبّــر

 

 

كشف الأستاذ والباحث في علم النفس إبراهيم حسني أن ظاهرة البحث عن الكنز في باطن الأرض مرتبط بإعتقادات مندرجة ضمن نطاق الشعوذة، وتعتمد على أساليب النصب واﻹحتيال من خلال طلاسم سحرية، بمساعدة منقبون عن الخرائط، ووسطاء يختصون بإختطاف الأطفال “الزوهريين”، ليتم تقديمهم قرابين بهدف العثور على الكنوز المخبأة في باطن الأرض.

 

 

واعتبر الباحث في علم النفس في تصريح له لـ”عبّــر.كوم” أن ظاهرة النبش على الكنوز الدفينة، اعتداء صارخ على التراث، وتغيير لطبيعة المواقع الأثرية والتاريخية، خصوصا مع الحفر العشوائي باستعمال كل الطرق، حيث يتم خلال هذه العمليات التي يحركها دافع الثراء، تدمير خصوصيات العديد من الحضارات التي مرت بجهات مختلفة من المملكة.

 

 

واستغرب الأستاذ الباحث، من صائدي الكنوز الذين يروا أن أفعالهم المجرمة قانونا، يدخل ضمن نطاق البحث المشروع للحصول على هذه الكنوز الدفينة، فيما هي في حقيقة الأمر مخالفة للقوانين، ومن الجرائم البشعة التي ترتكب في حق التراث.

 

 

 

ورافق هوس التنقيب عن الكنوز الخفية في الأرض بمناطق مختلفة من المغرب وعبر مرور التاريخ، وقائع وأحداث إجرامية، غالبا ما تؤدي إلى اﻹعتقال، أو الفرار بعد عمليات البحث عن الكنز الخفي الذي يسيل لعاب صائديه، بإمكانية تواجده بباطن الأرض اعتمادا على السحرة والمشعوذين.

 

 

 

ويصاحب عمليات الكشف على الكنوز الدفينة أعمال إجرامية، تصل الى حد إباحة دم الأطفال “الزوهريين”، والذين لا ذنب لهم في هذه الحياة، سوى أنهم يندرجون ضمن الفئة التي يبحث عنها المشعوذون ﻹنجاح عملية استخراج الكنوز، كونهم محظوظون بحسب معتقدات صائدي الكنوز، ويتم تقديمهم قربانا لملوك الجن حارسي هذه الكنوز.

 

 

 

وبحسب القوانين المغربية، فإن كل شخص تعمد الحفر ﻹستخراج اثر أو كنوز دونما ترخيص من الدولة، فسيعاقب بسلطة القانون ويجرم هذا الفعل، حيث يعاقب على فاعله بغرامة من 2000 الى 20.000 الف درهم، وفي حالة العود يعاقب المخالف بغرامة لا يمكن أن تقل عن ضعف الغرامة المحكوم بها سابقا.

 

 

 

وسلطت قضية “كنز سرغينة” قبل سنتين ونصف مضت الأضواء من جديد، وخلقت جدلا وحدثا اعلاميا بارزا في مجال البحث عن الكنوز الدفينة بالمغرب، وصداها الشعبي المتوارث، خصوصا بعدما تمكن أحد الشبان من أبناء المنطقة، من اقتياد أزيد من 3000 شخص الى جبل ضواحي بولمان، بدعوى أنه يتواصل مع الجن، وأنه يستلهم قدرات خارقة ﻹستخراج كنز عظيم يكفي لكل الساكنة.

 

 

 

وتعيش عائلات الأطفال “الزوهريين” رعبا حقيقيا، وكوابيس من إمكانيات اختطاف فلذات أكبادهم نحو مصير مجهول، بهدف تقديمهم قرابين للمكلفون بحراسة هذه الكنوز الخفية، والتي يعتقد بحسب المهوسين بالبحث عنها، أنه من المتعين ﻹستخراج الكنز، اسالة دم الطفل “الزوهري” الذي وهبه الخالق عز وجل خطا عرضي مستقيم في يده.

 

 

 

وكانت عناصر الضابطة القضائية وتحت اشراف النيابة العامة استمعت الى عدد من المشتبه فيهم، ومنهم بعض الفقهاء المتخصصين في البحث وإخراج الكنوز في قضية مقتل الطفلة نعيمة التي هزت مشاعر المغاربة، بعدما توارت عن اﻷنظار، والعثور عليها جثة متحللة، خصوصا وأن المشتبه فيه، لديه سوابق في التنقيب عن الكنوز المخبوءة، وسبق أن تم اعتقاله واحالته على القضاء.

 

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع