حزب الحمامة وأخنوش..سنوات صعبة و القادم أصعب

عبّر معنا كتب في 25 يونيو، 2020 - 21:34 تابعوا عبر على Aabbir
أخنوش
عبّر

 

 

بقلم :

مصطفى طه

ليس من الاجتهاد المفرط في شيء، القول بأن الثلاث السنوات الماضية إلى الآن، كانت و لازالت حرجة واستثنائية، على حزب التجمع الوطني للأحرار وأمينه العام عزيز أخنوش، هذا الأخير الذي يصنف في خانة الأثرياء الأمازيغ القلائل، الذين انخرطوا في الحقل السياسي المغربي، فهذا الملياردير يعتبر أول أمازيغي يدخل نادي أثرياء “فوربس”، لم يحسب في حكومة بنكيران الأولى على أي حزب، قبل أن يصبح زعيما لحزب الحمامة، بعد انتخابات السابع من أكتوبر 2017 ، حين فاجئ مزوار المهتمين بقراره، الانسحاب من تولي رئاسة الحزب، حيث فتح الباب لأخنوش لخلافته، التي تلاها تشكيل حكومة سعد الدين العثماني الدي يحتل فيها أخنوش وحزبه موقعا مركزيا.

 

 

صحيح أن إبن بلدة تافراوت التابعة إداريا لإقليم تزنيت، التي تبعد على مدينة أكادير بحوالي 170 كلم، قد التحق بالتجمع الوطني للأحرار، لكنه انسحب منه، واستمر وزيرا للفلاحة والصيد البحري، في ولاية حكومة عبد الإله بنكيران، كما كان في حكومة عباس الفاسي، ومن أصعب اللحظات التي عاشها أخنوش في مساره السياسي، حين أثار تصريح له، استياء المغاربة وفاعلين جمعويين وسياسيين، واعتبروا توعده المغاربة ب”إعادة التربية”، كلاما غير مسؤول.

 

 

ومن بين ردود الأفعال القوية، جاءت من طرف المحامي إسحاق شارية، العضو السابق للحزب الليبرالي المغربي، حيث علق على هدا الاستفزاز: “أخنوش يصف المغاربة بقلال الترابي، وهو أخطر هجوم على الشعب المغربي، وقد سبق لوزير ماليته بوسعيد أن وصف الشعب المقاطع لمنتوجاتهم بالمداويخ، وهذا إن دل على شيء إنما يعبر عن الفكر الاحتقاري، والحقد الدي يحمله هذا الحزب وأمثال هؤلاء، على المغاربة والشعب المغربي بكل مكوناته، فإن كان لأحد يستوجب إعادة تربيته، فهو حزب الحمامة ورئيسه، وعليه وجب علينا أن نتحد لمقاطعة هؤلاء العنصريين، وعدم التصويت عليهم في الانتخابات، عقابا لهم، حتى يتعلموا من هم المغاربة الأحرار، كما أدعو كل من له كرامة وغيرة على المغاربة، أن يعيد نشر هذه التدوينة”.

 

 

بالإضافة إلى هذا فإن بعض النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي الأزرق والأخضر، علقوا عن تنديدهم واستنكارهم، من تصريحات الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، واعتبروا كلامه غير مسؤول، ولا ينم عن ذكاء وفطنة سياسية، لكونه يتعامل مع القاعدة الانتخابية، التي يستجدي أن تصوت عليه في الاستحقاقات القادمة التشريعية والمحلية، بمنطق سلطوي فوقي.

 

 

صلة بالموضوع، دخل حزب الحمامة في مناوشات وحروب كلامية، مع حليفه في الحكومة العدالة والتنمية، حيث انتقد رئيس الحكومة والأمين العام للبيجدي الحالي، سعد الدين العثماني بحدة ، التجمع الوطني للأحرار متهما إياه، بانتهاج سلوك ناقص سياسيا، بعد هده الانتقادات الموجهة لأخنوش وحزبه، هجمه كذلك بنكيران الأمين العام السابق لحزب القنديل ورئيس حكومته الأسبق، من خلال رسالة موجهة إلى خصمه السياسي أخنوش قائلا: “إن كلام أخنوش عن التربية فيه خطأ، لأنه ليس من حقك أنت أن تربي وماشي دورك تربي،..التربية اللي هضرتي عليها معناها عند المغاربة العقاب، والعدالة هي اللي مكلفة بالتربية، إدا ثبت أن أحدا خالف القانون” مضيفا: “أنت ماشي شغلك باش تربينا أو تربي شي واحد” ” وفي إحدى خرجاته، وجه بنكيران كلام شديد اللهجة، لرئيس التجمع الوطني للأحرار متحدثا: ” أغراس أغراس مزيان يقولها سي أخنوش ولكن خاصو يطبقها ماشي تكون غير شعار ماشي ما إن تنتهي اجتماعاتهم حتى يبدأ التخلويض”، وقصفه كذلك قائلا :”وريني شوافتك وحذاري من زواج السلطة والمال”.

 

 

وآخر الضربات القوية التي تلقاها التجمعيون، في الأيام القليلة الماضية، هي صفعة العزل، حيث صدرت بالجريدة الرسمية مراسيم بعزل 06 من منتخبيهم الجماعيين، ينتمون إلى أقاليم الخميسات وبرشيد والحاجب وعمالة مقاطعات ابن مسيك، وذلك بسبب عدم تسويتهم الوضعية، المتعلقة بالتصريح الإجباري بالممتلكات الخاصة بهم، باقتراح من وزير الداخلية.

 

 

باختصار حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد هذه الضربات المتسارعة والمسترسلة، التي يتلقاها ومازال يتلقاها إلى حد الآن، يسارع الوقت، لبناء آلة إنتخابية فتاكة، وقودها الأعيان، مع محاولته إستمالة برمانيي البام، قبل سنة ونصف من الاستحقاقات التشريعية، والرهان بطبيعة الحال، هو الحصول على المرتبة الأولى، لإزاحة العدالة والتنمية، الذي تلقى بدوره صفعات تلوى الأخرى، يوم أعفي بنكيران من رئاسة الحكومة، و لاشك أن هذه الخطوة، لن تنتهي على خير، بالنسبة لأخنوش وحزبه، لأنها في الأخير تصدر على نفس القناعة، وتنهض على نفس الفكرة القديمة الجديدة، وهي إنهاء تجربة الإسلاميين، في تسيير وتدبير الرأي العام الوطني، كان بودنا أن نتفاءل، بل وأن نساهم في نشر التفاؤل والأمل المشرق، بيد أن واقع الحمامة، لا يبشر بخير و لا يرتفع، وقديما قالت العرب في العصر الجاهلي، مثلهم المأثور “الرائد لا يكذب أهله”.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع