بشكل مفاجئ، كشف الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، سوندار بيتشاي عن روبوت دردشة جديد أطلق عليه اسم “Bard”، والذي يأتي ليكون منافساً لـ ChatGPT خصوصاً بعد تبني مايكروسوفت له في محرك بحث Bing. الأمر الذي هدد عرش جوجل بالقدر الكافي الذي استدعى بيتشاي للكشف بنفسه عن منتج الشركة المنافس عبر مدونة جوجل الرسمية.
لم يتم الكشف عن الكثير من التفاصيل حول روبوت Bard، أو كما وصفه بيتشاي بخدمة محادثة تجريبية للذكاء الاصطناعي، والذي أوضح أنها ستكون مخصصة للإجابة على استفسارات المستخدمين والمشاركة في محادثات ممدة عن طريق الاعتماد على جمع المعلومات وتشكيها إلى ردود عالية الجودة.
يساعدك Bard في شرح الاكتشافات الجديدة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات
ولإشعال المنافسة، لمّح بيتشاي أن روبوت Bard سيكون قادراً على الإجابة عن أسئلة متعلقة بالأحداث الأخيرة، وهو أمر لا يقدر ChatGPT على تقديمه؛ نظراً لأنه تم تغذيته ببيانات تنتهي بعام 2020، وفي رأينا، فإن تلك هي ورقة جوجل الرابحة في هذه الحرب الروبوتية، حيث تملك الشركة الأمريكية بيانات مهولة إذا استخدمتها لتعليم Bard، فلا نضمن أن يستطيع ChatGPT النجاة، وربما تكون النتيجة مشابهة لجوجل وبينج، أو كروم وإنترنت إكسبلورر.
أوضحت جوجل أيضاً أن روبوت Bard هو إصدار خفيف الوزن من مشروعها السابق LaMDA، والذي كان يمثل خطوات الشركة الأولى لإنشاء روبوت قابل للدردشة، والذي بدأ العمل عليه منذ عامين، وانتهى بفصل جوجل لأحد مهندسيه بعد أن اقتنع أن مشروعه يمتلك وعياً حقيقياً، ووصفه بأنه طفل طفلاً ذا 7 سنوات على علم بالفيزياء.
يحتاج الإصدار الخفيف ذلك إلى قوة محوسبة أقل، ما يساعد على توسع المشروع ليضم عدد أكبر من المستخدمين وبالتالي أخذ المزيد من الملاحظات التي تسعى جوجل للإستفادة منها لتقليل التعليقات الخارجة، وهو الذي نجده أقرب إلى تحذير قبل إطلاق روبوت Bard للعامة أنه قد يكون عنصرياَ، سليط اللسان ولكن في البداية فقط، حيث هدف جوجل أن يلبي روبوت دردشتها “معاييرعالية للجودة والأمان والأسس في معلومات العالم الحقيقي”.
لا نعلم الكثير عن إمكانيات روبوت Bard ولكن من خلال لقطة الشاشة الملحقة، فهو يعمل بشكل مشابه جدا لمنافسه، حيث تطرح عليه سؤال مركب، ليرد عليك بإجابة مفصلة وشافية، وفي نهايتها أزرار لتقييم الرد، بجانب زر آخر يسمع لك بتفقد المصادر الذي استخدمها روبوت جوجل للإجابة على سؤالك. غير واضح لنا إذا كان روبوت جوجل سيكون قادراً على تنفيذ المهام، ككتابة نص لأحد حلقاتنا على يوتيوب، أو توليد كود برمجي للغة بايثون، أم سيكون مقتصراً على إجابة الأسئلة.
أوضحت جوجل كذلك أنها ليست المرة تجربتها الأولى لدمج الذكاء الإصطناعي في منتجات عملية، حيث استشهدت بدمج الذكاء الإصطناعي في محرك بحث جوجل الذي يسمح بتقديم إجابات مباشرة لأسئلة المستخدم.
لا يوجد أي تفاصيل أخرى عن روبوت Bard، ولكن من الواضح أنه سيكون مجانياً بالكاملً كما هو الحال مع ChatGPT، حيث تحتاج تلك المنتجات بشكل أساسي إلى التجربة المكثقة لتحسينها، سيكون البرنامج متاحًا لمجموعة من “المختبرين الموثوق بهم” اليوم ، كما يقول بيتشاي، قبل أن يصبح “متاحًا على نطاق واسع للجمهور في الأسابيع المقبلة”.
في الحقيقة، فإن جوجل كانت تملك بالفعل منافساً لـ ChatGPT منذ فترة طويلة، ولكنها غير واثقة بأنه ناضح بما فيه الكفاية ليتم طرحه للعامة، ومع سيطرة منافسها OpenAI على الساحة، لم تملك جوجل رفاهية الإختيار، ما أجبرها على الكشف الفوري عن مشروع Bard، ولعل تحذير الشركة الواضح من أن منتجها قد يرد بإجابات غير مناسبة هو الدليل الأبرز لتأكيد تلك المزاعم.
عبّر ـ مواقع
اترك هنا تعليقك على الموضوع