جهة الشرق..البطالة والركود الاقتصادي يدفع الشباب للهجرة عبر قوارت الموت

تقارير كتب في 5 يناير، 2020 - 20:00 تابعوا عبر على Aabbir
الهجرة
عبّر

هناء امهني – عبّــر

 

موجة غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية تلك التي تشهدها جهة الشرق خلال السنوات القليلة الماضية، فقد أضحت “قوارب الموت” الوسيلة الوحيدة للتخلص من البطالة والعطالة التي تعرفها المنطقة منذ إغلاق الحدود البرية المغربية-الجزائرية بشكل نهائي اتجاه الشرق، ومن اتجاه مدينة مليلية السليبة التي توجد رهن الحكم الإداري لإسبانيا.

 

وباتت مغامرة ركوب تلك القوارب في محاولات يائسة للوصول إلى الضفة الإسبانية، فكرة مترسخة في عقول الشباب بجهة الشرق، حيث أن الأمر لم يقتصر على محاولات من المهاجرين المنحدرين من بلدان أفريقية بل امتد إلى المغاربة ذاتهم خاصة المتواجدين بجهة شرق المملكة المغربية، نظرا لارتفاع نسبة البطالة بشكل مهول، ونظرا لما أصبحت تعيشه المنطقة من ركود حاد رغم تدخلات بعض المسؤولين لتخليص الجهة مما آلت إليه الأوضاع.

 

ولم تعد عمليات الهجرة غير قانونية سرية، إذ خرجت إلى العلن بعد قيام المهاجرين بنشر صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي توثق هذه العمليات، ما أثار التساؤلات بشأن العوامل التي أدت إلى ظهور هذه الموجه اللافتة من الهجرة غير الشرعية ودفعت الشباب المغربي للإفصاح عنها عبر تطبيقات ال”فيسبوك.. واتساب.. انسغرام…”.

 

وفي هذا الصدد، كشف تقرير للمندوبية السامية للتخطيط بحر هذا الأسبوع أن جهة الشرق تتصدر نسبة نوايا الهجرة، حيث عبر 41 في المائة من غير المهاجرين المنتمين للجهة على رغبتهم في الهجرة إلى الخارج، يليهم المنتمون لجهة طنجة تطوان الحسيمة بنسبة 30 في المائة، ومراكش آسفي بنسبة 26 في المائة وجهة درعة تافيلالت بنسبة 26 في المائة.

 

ومن العوامل التي تدفع شباب المغرب عامة، وجهة الشرق خاصة، للرحيل:

  • البحث عن العمل: عندما لا يجد المواطن عملاً مُناسباً له في بلده الأصليّ فإنّه يبحث عنه في أماكن أخرى، سواءً داخل الدولة نفسها أو خارجها.
  • تحسين الوضع الاقتصادي الفردي: يبحث الفرد دائماً عن فرص العمل التي توفّر له مردوداً مالياً أفضل، لذلك ينتقل الكثير من الشباب إلى الدول الغنية بحثاً عن رواتب أعلى ومُغريات أفضل.

  • الدراسة: ينتقل بعض الشباب إلى دولة خارجيةٍ للدراسة، وبعد التخرّج ربما يستقرون فيها.

 

ومن بين الكوارث البشرية التي عرفتها جهة الشرق والمغرب في 2019 بسبب حلم الشباب إلى الوصول إلى الفردوس المنشود، تسلم السلطات المغربية من نظيرتها الجزائرية، جثامين 3 مهاجرين غير نظاميين مغاربة، عبر معبر « زوج بغال » البري، في واقعة شهدت فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ نحو ربع قرن.

 

وتعود حادث غرق الشبان المغاربة الثلاثة، بعد انقلاب قارب مطاطي يقل 16 مرشحاً للهجرة غير النظامية، 10 منهم مغاربة، في السواحل الغربية الجزائرية التابعة لولاية وهران من بينهم شابين ينتميان إلى مدينة تاوريرت وواحد آخر من مدينة جرادة.

 

كما تحول حلم الهجرة صوب الديار الأوروبية إلى فاجعة، بشاطئ زناتة ببلدية عين حرودة ضواحي مدينة المحمدية، بعدما لفظ البحر جثث سبعة مواطنين مغاربة، ضمنهم فتاة في العشرينيات من عمرها، وأشارت المعطيات إلى كون الزورق المطاطي كان على متنه العشرات من الشباب الراغبين في الوصول إلى الضفة الأخرى، إلا أن الحلم تبدد وحال دون وصولهم.

 

ورغم المجهودات الكبيرة والجبارة التي تقوم بها السلطات بربوع المملكة المغربية، إلا أن ظاهرة الهجرة غير النظامية في ارتفاع مستمر بجهة الشرق والمغرب برمته، في ظل ما أصبح يعرف بالوصول إلى الفردوس المنشود من طرف مغاربة وأفارقة من جنوب الصحراء ومن سوريا، بعد اتخاذهم المملكة محطة للعبور خاصة من نقطة شمال وشرق المغرب.

 

هذا، وأضحى يبذل المغرب جهودًا متسارعة لمكافحة الهجرة غير النظامية، عبر تعاون مكثف على مستويات أمنية ومالية ولوجيستية، ما ساهم في خفض عدد المهاجرين المتدفقين على أوروبا خاصة السواحل الإسبانية التي بات يشيد مسؤوليها بجهود المملكة المغربية في هذا المجال.

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع