جثة بتارودانت تبحث عن قاتلها

الأولى كتب في 2 ديسمبر، 2018 - 06:42 تابعوا عبر على Aabbir
جثة
عبّر

عبّر ـ صحف

 

أثار حفظ الوكيل العام لأكادير، في الأسبوع الماضي، لشكاية بشأن جريمة قتل بشعة بتارودانت، استفهامات عريضة، كما أوقفت مصالح الدرك البحث دون إيقاف الجاني أو الجناة، إذ مازالت، إلى الثلاثاء الماضي عائلة التاجر المعروف بجماعة أسايس بإقليم تارودانت، تضرب أخماسا في أسداس، وتحاول الإجابة عن الكثير من الأسئلة حول الجريمة التي وقع ضحيتها رب أسرتهم، بعد أن تم حفظ الملف ورفض مصالح الدرك الملكي بتارودانت، الانتقال مرة أخرى إلى الدوار، أو الدواوير المجاورة، لتعميق بحثها، بمبرر “سبقية البت في الموضوع” وإمكانية استئنافه في حالة ظهور عناصر جديدة.
الجريمة، التي اهتز لها سكان المنطقة، ظلت عصية على الحل، وما تزال الجثة “شبه المخشقجة”، تبحث عن قاتلها الذي لم تتمكن مصالح الدرك الملكي بتارودانت من تحديد هويته، أو الدافع من وراء ارتكاب جريمته.

تعود الوقائع إلى أكثر من 20 يوما حين ذهب التاجر البالغ من العمر حوالي 62 سنة، ضحية جريمة بشعة نفذت بليل، بعد أن تمت تصفيته بطريقة انتقامية غريبة، إذ تعرض جسده للضرب بأداة حادة، مما نتجت عنه كسور في الرأس واليدين والأضلع، حسب ما جاء في تقرير الطبيب الشرعي، قبل أن يعمد القاتل إلى نقله إلى منطقة خلاء، ورميه في حقل بعيد عن الطريق حيث لن يجد من يمكنه أن ينقذه، فيكون مصيره الحتمي هو الموت.

وكان السيناريو الذي رسمه القاتل محبوكا ومعقولا، غير أن القدر غير بعضا من تفاصيله، حين قلق أبناء التاجر، الذي يقطن بدوار مزواض ويملك دكانا بدوار تاكموت المجاور، التابع لجماعة أسايس، بعد أن تأخر والدهم في العودة إلى منزله، هو الذي عرف عنه تفضيله العودة مشيا، بعد إنهاء عمله حوالي العاشرة ليلا. وبعد العديد من المحاولات الفاشلة للاتصال بوالدهم هاتفيا، ازدادت الشكوك لدى عائلة التاجر، فقرر أبناؤه وأقاربه وبعض أبناء الدوار الخروج للبحث عنه واقتفاء أثره، سالكين الطريق نفسها التي يسلكها كل ليلة، ليعثروا، عند مشارف الدوار الذي يعمل به، على نعله، قبل أن يمشطوا المكان جيدا ويعثروا على الرجل الذي كان ينزف بحدة ويئن من شدة الآلام، قبل أن يلقى حتفه وهو في الطريق إلى المستشفى، البعيد جدا عن مكان الحادث.

وأثناء احتضاره، استطاع التاجر أن يخبر أبناءه بأنه تعرض لاعتداء من قبل شخصين كانا يركبان دراجة نارية، لم يتبين ملامحهما لأنهما كانا ملثمين، وذلك أثناء توجهه إلى منزله ليلا عبر طريق غير معبدة. إذ فوجئ بأضواء دراجة نارية تتوقف أمامه قريبا من أحد الحقول، قبل أن ينزل منها شخصان ملثمان، ويعتديا عليه بطريقة وحشية، أدت إلى وفاته.

ورغم تقديم ثلاثة أشخاص من المشتبه فيهم أمام مصالح الدرك المحلي بتاليوين، التي باشرت الأبحاث الأولية، قبل أن تلتحق بها عناصر تابعة للشرطة القضائية لدرك تارودانت، إلا أن المحاضر المنجزة في إطار البحث التمهيدي لتثبيت الاتهامات والأدلة المقدمة لم تكن كافية، ما دفع محكمة الاستئناف بأكادير إلى إطلاق سراح الثلاثة في انتظار التوصل بتقارير الأبحاث العلمية والتقنية، التي يرتقب أن تكشف مدى تورط المعنيين بالأمر في الجريمة من عدمه.

وأثار إطلاق سراح اثنين من المتهمين، العديد من التساؤلات بين أبناء التاجر المقتول وسكان المنطقة، خاصة أن أحدهما سبق أن أنجز أشغالا لفائدة الضحية، كما أنهما ظهرا غير بعيد عن موقع الجريمة قبل وقوعها، كما كانت على واحد منهما آثار كدمات، لم يستطع تبرير أسبابها أثناء التحقيق معه، ما عزز الشكوك حول إصابته بها أثناء المقاومة التي أبداها الضحية. كما تم التساؤل حول الضمانات الفعلية لبقاء المتهمين، رهن إشارة المحققين وقاضي التحقيق، خاصة أنهما يتحدران من ورزازات، ويشتغلان منذ مدة بالمنطقة عاملين مياومين، في أشغال الحفر.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع